عندما تقرأ أو تسمع أو تشاهد إحدى القنوات الفضائية أو الصحف العربية أو الإذاعات، فإنها ستدمي قلبك حسرات مما ستجد من قتل هنا، وإهدار للطاقات البشرية والمادية هناك، وقضايا فساد واختلاس للمال العام، أو ستلاحظ في الجانب الآخر وكأننا لسنا في نفس السفينة, سترى العجب. أغان فاضحة (فيديو كليب)، ليس منها أي فائدة ترجى إلا اللعب بعقول الشباب وامتصاص أموالهم وإثارة غرائزهم فقط، أو أفلام هابطة لا تعالج أي قضية اجتماعية أو قضايا معاصرة تهم المجتمع العربي المسلم.
هل دمى قلبك وضاقت مشاعرك عندما لاحظت هذا كله؟ إذا كنت أنت محبا لوطنك ومحبا لعروبتك وإسلامك فإنه ولاشك سيصيبك كل هذا وتضيق عليك الدنيا بما رحبت، وتقول: متى تستيقظ خير أمة صنعت الحضارة والتقدم العلمي للغرب والشرق؟ بل متى نقرأ أو نشاهد أو نسمع عن أمجاد عربية إسلامية من اختراعات وصناعات في كل قطر عربي إسلامي؟ متى تتقدم نهضة الأجيال ومتى يبدأ الاهتمام بالإنسان صانع الحضارة؟
الحل الوحيد من وجهة نظري هو في قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) "الرعد: الآية11". والتغيير لا يأتي من استشارات غربية - بغض النظر عن الفائدة المرجوة - ولا من خبرات أجنبية، إنما يأتي من تغيير النفس العربية الإسلامية وتحويل اهتمامها إلى الاهتمام بالنهضة العربية والإسلامية وحل مشاكلها ليصبح هذا همها الوحيد. وإذا وُجد جيل بهذه الصفة، فإنه سيحقق النهضة لهذه الأمة المغلوبة على أمرها.
إبراهيم محمد- أبوظبي