مرة ثانية تعود الأوضاع في الأراضي المحتلة للتوتر بما يهدد بنسف الوضع برمته وإشعال النار مجدداً. الملاحظ في موضوع الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنه كلما تقدم الطرفان خطوة كلما جد شيء يجعلهما يتراجعان للخلف خطوتين. لا ندري إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ وإلى متى ستستمر معاناة الفلسطينيين؟ وكان من المنتظر أن تؤدي الزيارة التي قام بها محمود عباس "أبومازن" إلى أميركا مؤخراً إلى تحقيق بعض التقدم، ولكن الرجل لم يحصل هناك سوى على بعض المجاملات البروتوكولية كمناداته بعبارة "السيد الرئيس". أما فيما عدا ذلك فحصل على وعود شفوية لم يتبلور منها شيء في صورة اتفاق أو تعهد أو شيء من هذا القبيل، مقارنة بما قام به بوش تجاه شارون.
أغلب الظن أن "أبومازن" الذي ذهب إلى واشنطن، وهو يعتقد أنه قادر على إقناع الرئيس الأميركي بالضغط على إسرائيل للبدء في مفاوضات الوضع النهائي، لم يجد من قبل الأميركيين سوى التسويف. وربما فضل الأميركيون أن يطلبوا منه أولاً مواجهة "حماس" وكسر شوكتها حتى تستطيع إسرائيل أن تنفذ خطتها التي يقول بعض المحللين إنها "غزة أولا وأخيرا"، ويقول آخرون إنها تشمل الانسحاب من غزة، ثم قضم نصف أراضي الضفة الغربية، أو جعل الجدار الفاصل هو الحدود الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين. الرئيس الفلسطيني لم يحكم قبضته بعد على الداخل الفلسطيني، ولا يدري ماذا يفعل بالضبط. فهو لا يعرف هل يقبل بما تمليه عليه أميركا وإسرائيل؟ هل يرفض ذلك فاتحا الباب لاندلاع أعمال المقاومة باعتبارها الخيار الوحيد؟ هل يأخذ ما يعطونه إياه على أمل أن تتحسن الظروف مستقبلا ويتمكن من المطالبة بالمزيد "تكتيك خذ وطالب" أم ماذا؟ نحن أيضا لا نعرف ما الذي يتم وعلينا الانتظار لمعرفة ما سيحدث في الأيام، أو الشهور، وربما السنوات المقبلة!.
منذر فارس- الشارقة