تحت عنوان "وراء كل خريج معلم عظيم" نشرت "وجهات نظر" يوم السبت الماضي مقالاً للكاتب الأميركي الشهير توماس فريدمان. وقد أعجبت كثيرا بالموضوع الذي تطرق إليه والمتمثل في تكريم مدرسي المدارس الثانوية من قبل إحدى الكليات الجامعية بأميركا. ولا شك أن تلك الخطورة تندرج في إطار الاعتراف بما يبذله مدرسو الثانوية العامة من جهد جهيد في إعداد الطالب وتهيئته لدخول غمار الدراسات الجامعية والعليا. ولقد جاء هذا التكريم ليسترد بعضاً من الدين الذي يدين به كل خريج جامعة لهؤلاء الفرسان الذين طالما تعبوا من أجل غرس حب العلم والمعرفة في نفوسنا. وإذا كانت مثل هذه المبادرات تنطلق في أميركا وغيرها من الدول المتقدمة التي بلغ فيها التعليم شأوا رفيعا، فنحن في الدول العربية في أشد الحاجة لرد الاعتبار إلى هذه الشريحة الواسعة من المجتمع، التي تعمل في صمت، دون أن يتم الالتفات إليها، أو حتى الاعتراف لها بجهودها. إن ما يجب أن ندركه جميعا هو أن أية محاولة تسعى إلى إصلاح المنظومة التعليمية في بلداننا العربية ستكون منقوصة وقاصرة إذا لم تُدخل المدرس في جوهر حساباتها. ولن يكون كافياً التركيز على المناهج الدراسية ومخرجاتها، بل تتطلب أية محاولة إصلاحية للتعليم الاهتمام بالمدرس لأنه هو المسؤول المباشر عن إيصال المعلومات للطلبة والتفاعل اليومي معهم داخل الصف الدراسي. ويبدأ هذا الاهتمام بتحسين أوضاعه المادية ورد الاعتبار له في المجتمع، بالإضافة إلى إخضاعه للتدريب حتى يواكب الأساليب العالمية الحديثة في التدريس.
فؤاد المولودي- الدار البيضاء - المغرب