قرأت بإمعان مقال راشد صالح العريمي، المنشور في "وجهات نظر" يوم أمس الاثنين، والمعنون بـ"استقطابات جبل لبنان". ورأيي أنه كلما احتدمت المعارك الانتخابية بين القوى والأحزاب المختلفة بطريقة نزيهة، كلما تجلت الديمقراطية الحية، وعبرت عن الإرادة الشعبية أفضل تعبير.
وأشارك الأستاذ راشد العريمي في تفاؤله ونظرته، خاصة عندما يقول: والعبر التي يمكن أن يستلهمها الجيران من الدرس اللبناني كثيرة، وما زالت أبواب الأمل مشرعة على مصراعيها للجميع. أعتقد أن ما حدث ويحدث في لبنان، وفي عصر الفضائيات والبث المباشر سيكون له تأثيره الإيجابي على حكام المنطقة قبل شعوبها. ونجاح تجربة الديمقراطية اللبنانية، رغم كل الخلافات والنكسات والتدخلات والحروب، التي فرضت على لبنان، سيكون مثالاً يحتذى وأهم بكثير من مشاريع "الشرق الأوسط الكبير"، التي تريد أميركا فرضها على المنطقة. ويبدو أن الولايات المتحدة اكتشفت هذه الحقيقة في وقت متأخر، فقامت، داخل الأمم المتحدة، بدعم واضح للبنان وللعملية الديمقراطية فيه.
لبنان الديمقراطي كان حتى السبعينيات من القرن الماضي أعجوبة الشرق العربي، ومن هنا سُمي سويسرا الشرق وكان ناجحاً اقتصادياً وصناعياً وسياحياً وحضارياً بطريقة مدهشة، إلى درجة أن الليرة اللبنانية كانت من العملات الصعبة في العالم. كل ذلك سيعود إلى سابق عهده؛ فالمجلس النيابي الجديد يعبر عن طموحات الشعب، وهكذا لابد وأن يسير بالبلد في الاتجاهات الصحيحة، خاصة بعد انتهاء عصر الوصاية "البعثية" الدكتاتورية الشمولية وتحويلها الديمقراطية إلى حفلة تعيينات وضربها للحريات ورعايتها للفساد إلى أن أوصلت لبنان إلى 40 مليار دولار من الديون.
تعزيز الديمقراطية في لبنان سيؤدي إلى نهضة عربية نحلم بها جميعاً.
سعيد علم الدين- برلين