تناول الكاتب البريطاني باتريك سيل في مقاله الشيق المنشور يوم الإثنين على صفحات "وجهات نظر" المؤتمر القطري العاشر لحزب "البعث" السوري، وما تمخض عنه من نتائج. ولقد أصاب باتريك سيل عندما قال إن المؤتمر أخفق في بلورة سياسة إصلاحية شاملة وواضحة تهم جميع القطاعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي باتت تعاني من عجز كبير في تلبية طموحات الشعب السوري. وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه من حزب "البعث" أن يعيد قراءة خطه الإيديولوجي ويراجع مرة أخرى مسيرته طيلة السنوات الماضية، نجده في المقابل لم يخرج إلا بتوصيات مطاطة قد لا تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة. فعلى الصعيد السياسي مثلا ما زال قانون الطوارئ مستمرا، كما أن قانون الأحزاب السياسية الذي ستتم صياغته في وقت لاحق لا يُلبي رغبات القوى السياسية الأخرى التي ترغب في المشاركة السياسية والمساهمة في الدفع بعجلة الوطن إلى الأمام. كنا ننتظر من الحزب أن ينهض بتحديات المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية بصفة عامة وسوريا بصفة خاصة، لكن الانتظارات والأماني ذهبت أدراج الرياح دون أن تتبلور في صورة خطة إصلاحية تخرج البلاد من حالة الأزمة التي تعيشها. إننا لا نريد لسوريا أن يلحقها الأذى جراء خطأ في تقدير الوضعية الراهنة، كما لا نريد لها مصيرا مشابها للعراق، غير أن الأمر بيد حزب "البعث" السوري لتفويت الفرصة على أعداء دمشق.
ياسين يوسف- دبي