تعقد قمة الجنوب الثانية لدول مجموعة السبع والسبعين والصين في ظل تحديات كبيرة تحتم عليها تطوير استراتيجيات ورؤى جديدة لتعزيز التعاون فيما بينها لضمان مصالحها المشتركة في العالم وتحقيق التنمية المستدامة والعادلة·
وقد وضع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله ورعاه" في بيانه الصحافي الذي ألقاه أمس لمناسبة وصوله إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في قمة الجنوب الثانية لدول مجموعة الــ "77 والصين" إصبعه على مواطن الوجع وقدم تشخيصاً دقيقاً لما يجب أن تكون عليه مجموعة "الــ 77 والصين" في ظل هذه الظروف الصعبة والتي تدفع دول المجموعة التي تشكل أكبر تجمع للعالم الثالث في الأمم المتحدة، والتي تملك أيضاً امكانات وموارد تؤهلها لتبني رؤى مشتركة ومواقف جماعية تحمي مصالحها المشتركة في العالم وتعيد التوازن إلى موازين العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية لتقوم على أساس المساواة وتكافؤ الفرص بين الدول الغنية والنامية·
إن دول المجموعة في هذه القمة أمامها فرصة تاريخية لتعزيز مكانتها في الأسرة الدولية والتأثير على موازين العلاقات الاقتصادية في العالم، من خلال تعزيز التعاون بين دول المجموعة أولاً والعمل على تبني توصيات وقرارات فاعلة على صعيد تطوير وإصلاح منظومة الأمم المتحدة واعتماد مبادئ المساواة والعدالة في حل المشكلات الإقليمية الراهنة وتأكيد سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتعزيز دور المنظمة الدولية ومجلس الأمن بما يضمن الشفافية والمصداقية في إقامة نظام اقتصادي عالمي يوفر العدالة بين الدول النامية والغنية·
لقد حدد بيان صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" منظومة عمل متكاملة وتشخيصاً شفافاً لما تعاني منه الدول النامية والفقيرة، ودعوة صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" إلى إقامة نظام اقتصادي عالمي يوفر العدالة بين الدول النامية والدول المتقدمة يسهم في تحقيق السلم والأمن الدوليين·
لا شك أن المجموعة تمتلك مقومات التأثير على الساحة الدولية ولكنها أيضاً بحاجة إلى مجتمع دولي يضع أسس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص مبادئ أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والعادلة لاسيما وأن المشكلات التي تواجهها الدول النامية والفقيرة بحاجة إلى تكاتف وتعاون الأسرة الدولية مما يتطلب من دول مجموعة الــ 77 والصين الخروج بقرارات ومواقف تعزز من هذا التوجه وتعمل على تعديل وإصلاح الموازين·