قرأت المقال القيم الذي كتبه الدكتور محمد إبراهيم الرميثي وعنوانه"هل نجحت المصارف الإسلامية في رسالتها؟"، وأحب أن أقول للدكتور إنني من واقع تجربتي الشخصية ألاحظ نوعاً من الصعوبة يقارب حدود الإزعاج في التعامل مع هذه المصارف. فنحن كمتدينين، ولا نزكي أنفسنا على الله، نتعامل مع هذه البنوك تفادياً لكبيرة الربا أجارنا الله جميعاً. ولكن إذا قرر أحدنا لظرف قاهر أن يحصل على قرض مرابحة فإنه يمر بتجارب قاسية وصعبة التحمل.
إذ لابد لك من أن تذهب إلى شركة تجارية لتأخذ منها عرضاً لبضاعة لا تفقه أنت فيها شيئاً، إذ لا علاقة لك بالتجارة أصلا، وبعد استيفاء الأوراق، ورد البنك بالموافقة، تجد نفسك وقد أصبحت، فجأة، بائعاً على الرصيف ودون سابق إنذار. إذ لابد لك من تصريف البضاعة ببيعها، بما تجد من سعر وأنت المحتاج لظرف طارئ أصلا هو الذي جعلك تبحث عن قرض. والنتيجة معروفة سلفاً، وهي أنك ستبيع البضاعة بنصف ثمنها لمن يرغب، في حين يحول البنك المبلغ عداً ونقداً لتلك الشركة. وتكون أنت الزبون قد خسرت ثلاث مرات تباعاً: مرة حين قدمت لك الشركة عرضاً مبالغاً في أسعاره. ومرة ثانية حين فرض عليك البنك الإسلامي فوائد زيادة على العرض "المضروب" أصلاً. أما المرة الثالثة فحين تبيع البضاعة بنصف ثمنها لأنك لا تعرف التجارة، ولأن ظرفا ضاغطا كدين أو مرض أو وضع اجتماعي مستعجل هو الذي أدخلك هذه الدوامة أصلا. يا دكتور باعتبارك مفكرا اقتصاديا ومهتما بالاقتصاد الإسلامي، نريد منك حلاً. فدين الله يسر، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا.
إبراهيم عبدالفتاح-الشارقة