تحت عنوان "شطب الديون الأفريقية ليس حلاً ناجعاً"، نشرت "وجهات نظر" يوم أمس السبت مقالاً للدكتور عبدالله جمعة الحاج، وضمن تعقيبي على ما ورد في هذا المقال، أرى أن الكاتب أصاب كبد الحقيقية، عندما أشار إلى أن "الدول الدائنة يمكنها مساعدة الشعوب الفقيرة بطرق أفضل عن طريق مساعدتها في خلق تنمية حقيقية تنتشلها مما هي فيه".
صحيح أن شطب الديون وتقديم المعونات المالية إلى دول القارة السمراء مفيد في تصحيح بعض جوانب الخلل في القارة السمراء، لكن هذا لا يعني أن شطب الديون علاج شافٍ من كل الأدران الإدارية والسياسية التي تعصف بأفريقيا.
وفي تقديري أن مكافحة الفساد أهم بكثير من شطب الديون، لأن الفساد خاصة الحكومي منه، يبدد الثروات القومية، ويجعل مشروعات التنمية حبراً على ورق. الشعوب الأفريقية في حاجة إلى حكومات تؤمن بحق الجماهير في محاسبتها وتقييم خططها، ومن ثم على الغرب الدفع في اتجاه الإصلاح السياسي والإداري أولاً في أفريقيا، كي يتم انتشال الشعوب الأفريقية من وطأة الفقر والفساد والحروب الأهلية الطاحنة.
ومن المهم أيضاً تقديم الدعم للمشروعات الإنمائية التي توفر فرص عمل وتسد احتياجات دول أفريقيا سواء في مجالات الطاقة أو الزراعة أو الرعاية الصحية، وهي مجالات لا تزال تعاني معظم دول أفريقيا من عجز واضح فيها.
فيصل عثمان-الخرطوم