"الجنون فنون"... مقولة شائعة عند كل الناس، يعرفها الصغير قبل الكبير. ولكن دعونا نتحدث اليوم عن جنون الأسعار التي باتت الشغل الشاغل لمحدودي الدخل الذين يشكلون الشريحة الكبيرة في المجتمع، ذلك لأن أكثر من 80% من سكان الإمارات يعتمدون على الدخل الشهري. وهذه الفئة باتت تندب حظها العاثر جراء جنون الأسعار، فكلما أعلنت الحكومة مشكورة عن زيادة، ولو قليلة في الراتب الشهري، تسابقها الشركات والمحلات والتجار في زيادة الأسعار حتى قبل أن تصرف وباتوا كالمجانين، يأكلون الأخضر واليابس، وبأساليب عديدة وكثيرة هم يعرفونها.
ولكن من المؤسف أن الجهات المختصة غير قادرة على دحر ووقف أساليب التجار كباراً كانوا أم صغاراً، ما يفتح الباب أمامهم للتحكم في كل شيء.
ومن سخرية القدر، بات هؤلاء التجار يهددون بالانتقام، وكأنهم في معركة طاحنة مع المستهلك المسكين، الذي لا حول له ولا قوة إلا قوة الانصياع والتوجه لهم لأنه المحتاج الرئيسي لسلعهم، فينفق كل ما في جيوبه وحتى المدخرات تسحب قبل انتهاء الشهر حتي يلبي متطلبات أسرته.
فهل يرضي الجهات المسؤولة ما يحصل في بلاد الخير والمحبة والسلام، ومتى ستتحرك الجهات المسؤولة للحد من خطورة الوضع الدائر بين التاجر والمستهلك؟.
هلال سلطان الريامي- أبوظبي