نشرت "وجهات نظر" يوم الخميس 23 يونيو الجاري مقالاً للكاتب الأميركي توماس فريدمان بعنوان "لماذا لا يترشح ديك تشيني في الانتخابات المقبلة؟"، سعى فيه الكاتب للقول بطرف خفي إن ممارسات الإدارة الأميركية الحالية هي في الحقيقة ممارسات مودِّع، وإنها ستنعكس سلباً على مرشح الحزب "الجمهوري" للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال الكاتب إن تشيني لو كان ينوي الترشح في المستقبل لضغط على الرئيس بوش لتعديل سياساته. لكن فريدمان لم يضع في حسابه أن تشيني أمضى ثماني سنوات متتالية في منصب نائب الرئيس، وأنه حقق خلال هذه الفترة الزمنية كل ما كان يصبو إليه من مشروعات سياسية، وربما اقتصادية أيضاً، فلماذا يترشح لدورة رئاسية أخرى؟ لقد قرأت يوما ما في هذه الصفحات ما قالته كاتبة أميركية هي مورين داود، حين ذكرت أن السيد تشيني كان يسمى في رطانة مزاح بعض زملائه بالمقعد الخلفي، أيام الرئيس ريغان، وفجأة وجد نفسه في المقاعد الأمامية، فما الذي يريده بعد ذلك؟ ثم إن توماس فريدمان ككاتب ليبرالي يستطيع كيل الانتقادات لإدارة بوش دون أن يربط ذلك بمستقبل الحزب "الجمهوري"، خاصة وأنه يعرف أن ذاكرة الأميركيين قصيرة، أو على الأقل ليست بهذه الدرجة من الأرشيفية التي يتمتع بها فريدمان، إذا صح أنه يتمتع بها فعلا. فعندما تحل انتخابات الرئاسة المقبلة سيكون كل شيء من ممارسات بوش قد تم نسيانه.
فادي يونس- بوسطن- الولايات المتحدة