دون أن يقدم لنا مباشرة وجهة نظره الخاصة حول الموضوع، اكتفى ويليام رو في مقالته "الجدل الأميركي حول جوانتانامو" على هذه الصفحات، ليوم الجمعة الماضي، باستعراض الآراء المتقابلة ضمن ذلك الجدل الدائر في الولايات المتحدة، ليتساءل في الآخر: إلى متى يستمر بوش في مقاومة هذا الضغط الذي يزداد حدة يوما بعد يوم؟
وقد أفكر في أي سبب آخر وراء إحجام "رو" عن إبراز موقفه من استمرار اعتقال نزلاء سجن جوانتانامو الأميركي، غير الخوف من إعلان الحقيقة إزاء السلطة؛ إذ لا أحد في الولايات المتحدة يتعرض للعقاب بسبب آرائه أو أفكاره، لكن في عالمنا العربي "العزيز" لازالت تلك الممارسة جزءا أصيلا من واقع الحياة العامة، بل أصبحت جزءا من التكوين النفسي ومن ذهنية المواطن في بلداننا! وقد أحالني ذلك السجال القوي والصريح بين فرقاء الرأي في الولايات المتحدة الأميركية حول قضية كان يفترض أن تكون ثانوية أمام أولويات الرأي العام الأميركي، إلى الخوف الرهيب الذي يلجم الآراء والحوارات المتعلقة بقضايا مصيرية وأساسية في عالمنا العربي! بل يمكن التدليل بقضية جوانتانامو ذاته الذي يضم مئات المعتقلين، جميعهم عرب أو مسلمون، لكن رغم ذلك لا تجرؤ صحيفة عربية واحدة، أبعد أن يقدم كاتب من كتابنا الأبطال المغاوير، على المطالبة بالإفراج عنهم، بينما نجد نخبا أميركية وأوروبية تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية وتقارع موقف السلطات الرسمية في واشنطن، لتعلن أن ذلك المعتقل يمثل عارا قبيحا في جبين الحضارة المعاصرة، وذلك أيضا ما أراد "رو" قوله دون تصريح قد تكون الكناية أبلغ منه!.
عمار عبد القدير - الجزائر