في مقاله "يد الإرهاب وشرايينه"، المنشور يوم أمس الثلاثاء في "وجهات نظر"، قدم الدكتور أحمد يوسف أحمد إضاءة بارزة لموضوع غياب التناول العلمي لأسباب وقوع تفجيرات لندن الخميس الماضي، ومحاولة تدبر سبل مواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية في المستقبل.
فالكاتب تحدث عن نقطة جوهرية في علاقة الإرهاب بمحيطه الثقافي والاجتماعي والديني والسياسي، وهو ما أغفله عدد كبير من الكتاب العرب بينما لم يغفله الكتاب الأجانب، وخاصة الكتاب الإنجليز عندما علقوا على تفجيرات لندن.
فهؤلاء الكتاب تحدثوا عن تأثير الفقر في ظهور بؤر الإرهاب التي تطحن العالم بالعنف وتقوده للعيش في خوف دائم من الأعمال الإرهابية التي لا تعرف الرحمة أو الإنسانية. هذه البؤر يمكنها استخدام أي مسببات أو دوافع دينية أو أخلاقية أو اجتماعية أو اقتصادية لتبرر فعلتها المشينة للبشرية كلها.
وأعتقد أن الحديث في هذا الاتجاه أخذ منحى آخر لدى بعض الكتاب البريطانيين، حيث ناقشوا موضوع تأثير الحرب في العراق، وقبلها في أفغانستان، في وقوع مثل هذه التفجيرات، وأن الحكومة البريطانية ستدرك أهمية تغيير خطابها المستفز لبعض الجماعات الإرهابية حين تتحدث عن محاربتهم والقضاء عليهم إلى جانب الصديقة العزيزة أميركا.
لقد حرص الكتاب العرب على تناول تأثير هذه التفجيرات على صورة الإسلام في الوقت الراهن، بينما خاض الكتاب البريطانيون في مسألة أسباب وقوعها، حتى أن بعضهم أدان الحكومة البريطانية لاشتراكها في حرب العراق وتعريض بريطانيا لمخاطر الهجمات الإرهابية. ولو يلاحظ القارئ نوعية الآراء العربية في هذا المجال، مقارنة بآراء الغربيين، سيجد بالتأكيد ضعف التحليل وعدم الإتيان بالجديد.
ولإنصاف الدكتور أحمد يوسف أحمد فإنني أقول إنه جاء بشيء مختلف ومفيد على صعيد تحليل الأسباب العلمية لوقوع العمليات الإرهابية خلال السنوات الأربع الأخيرة، وهو ما تمنينا أن نلمسه في مقالات الكتاب العرب خلال الأيام التي أعقبت تفجيرات لندن.
رشدان زريقات- الأردن