طالعت باهتمام مقال الدكتور سعد بن طفلة العجمي المنشور يوم السبت الماضي في "وجهات نظر"، والمعنون بـ"بين الرجاء والخوف"، وبعد قراءتي لهذا المقال أود التأكيد على أن السياسة العربية إجمالاً تجاه العراق تقف الآن أمام حقيقة خطيرة لا مناص منها، وهي أن عروبة العراق، باتت، على المحك. الكاتب لفت الانتباه إلى واقع خطير نراه ماثلاً للعيان في مناطق جنوب العراق، حيث أشار الدكتور سعد في مقاله إلى أن "الجنوب يسير نحو نوع من الانعزال- ولا أقول العزلة- والتأثير الإيراني في الجنوب واضح كالشمس في رابعة النهار، ولا ضير في أن يكون أقرب الجيران للعراق على تواصل متداخل معهم. وأن "ميليشيات حزبية طائفية بدأت تحكم قبضتها على حريات الناس- ليست السياسية فحسب- ولكن حتى الحريات الشخصية".
وفي تقديري أن عروبة العراق أصبحت مهددة، خاصة وأن الاستقطابات الطائفية والعرقية تفاقمت بعيد سقوط نظام صدام حسين، لذا من الضروري أن يكون الدستور الجديد خير ضمانة لتأكيد عروبة بلاد الرافدين، حتى يستطيع العراق التعافي من محنته ويعود إلى محيطه العربي في أسرع وقت ممكن.
وإن كنت أتفق مع الكاتب في مطالبته للدول العربية وخاصة الخليجية باتخاذ موقف واضح تجاه التغييرات الراهنة في العراق، فإنني أحذر من أن تفتيت العراق إلى كانتونات طائفية وعرقية سيكون أشبه بالقنبلة التي تتطاير شظاياها في شتى أرجاء المنطقة العربية، في هذه الحالة سيكون جيران العراق أول المتضررين، أو بالأحرى المنكوين بنار تطورات لا يحمد عقباها في بلاد الرافدين.
مصطفى إسماعيل-دبي