لفت الكاتب محمد الحمادي الأنظار إلى ارتقاء الإمارات لمركز متقدم في قياس مستوى تطور التنمية البشرية في العالم، وأعتقد أن مقاله "تقرير تنمية الموارد البشرية: الإمارات 41"، المنشور يوم أمس الأربعاء في "وجهات نظر"، حمل مناقشة ضرورية لأسباب هذا الارتقاء. وأود أن أعقب على الكاتب بالقول إن الإمارات تستحق بجدارة أن تأخذ مركزاً متقدماً في تقرير تنمية الموارد البشرية، حيث جاءت في المركز 41 بين 177 دولة من العالم، لأنها خلال السنتين الماضيتين طورت أجهزتها الحكومية بصورة تتناسب مع المواصفات العالمية، وترقى لمرحلة المنافسة على مركز متقدم في تقرير دولي مهم مثل تقرير تنمية الموارد البشرية.
من يشاهد النهضة التي قامت في الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية يتأكد من أن التصنيف الذي جاء في التقرير صحيح مئة في المئة. فقد قامت الإمارات بتشييد الصروح العلمية، والعمل على تقليص حجم الأمية، ودعم الطالب الإماراتي في مساعيه لنيل أرقى الشهادات ودفع عجلة العلم في بلده إلى مستويات مرتفعة. وأعتقد أن الكاتب أوضح أن مثل هذا الأمر دخل في تقييم التقرير للدول الـ 177، وتم منح التصنيف النهائي لهذه الدول على أساس حجم الاهتمام بالتعليم وتقليل عدد غير القادرين على القراءة والكتابة في المجتمع.
إلى ذلك اهتمت الإمارات بصورة ملفتة للغاية بموضوع الصحة والرعاية الصحية لحديثي الولادة، فقلَّ حجم وفيات الأطفال في الدولة، وهي مسألة حضارية لها أهميتها في التقييم التنموي للدول.
لو شئنا القول إننا توقعنا مركزاً أفضل من هذا المركز للإمارات لما أخطأنا أو بالغنا أبداً، لأننا في الإمارات نجهد من أجل ارتقاء بلدنا، ولا نترك فرصة سانحة يمكن أن تستغل في سبيل التنمية إلا واقتنصناها. كما أننا نعول على القيادة الحكيمة لبلدنا في دعم المسيرة التنموية في كافة مجالاتها كي نحافظ على المستوى المتقدم الذي وصلنا إليه، بل ونتقدم أكثر في السنوات القادمة.
جمعة محمد- أبوظبي