تعقيبا على خليل علي حيدر
قرأت مقال الأستاذ خليل على حيدر المنشور على صفحات وجهات نظر أمس الأحد تحت عنوان ''فقهاء الأعاصير'' وأتفق مع الأستاذ حيدر فيما ذهب إليه من أن التفسيرات التي يقدمها بعض علماء الدين المسلمين للأعاصير التي تضرب دولاً أخرى قد يكون المسلمون على خلاف معها مثل الولايات المتحدة، ما هي إلا تعبير عن إحساس دفين بالعجز، إلى درجة أن البعض منهم قد رأى أن الإعصار كاترينا الذي ضرب السواحل الجنوبية للولايات المتحدة المطلة على خليج المكسيك كان عقاباً من الله لأميركا· وفي الحقيقة أن هذا التفسير يفتقر إلى المنطق·· فماذا عن الكوارث الطبيعية التي تنزل بالشعوب الأخرى الفقيرة في دول العالم الثالث والكثير منها من الدول المسلمة ومنها على سبيل المثال الكوارث التي أنزلها المد البحري العاتي ''تسونامي'' والتي كان نصيب إندونيسيا وهي دولة مسلمة الأكثر منها·· هل معنى ذلك أن الله كان يعاقب الإندونيسيين عندما سلط عليهم هذا المد البحري؟ وفي الحقيقة أنني عندما قرأت بعض المقالات التي يبدي فيها بعض الكتاب العرب تشفيا في أميركا بعد وقوع إعصار كاترينا، فإن ذلك استدعي إلى ذاكرتي كلمة قرأتها أو سمعتها لأحد رجال الدين يقول فيها إنه يمكننا أن نقنع بحقيقة أن هذا الإعصار قد كشف عجز أميركا كدولة وعن أنها ليست دولة خارقة كما تدعي، وأن أداءها في معالجة ومواجهة الكوارث لا يزيد عن مستوى دول العالم الثالث، ولأن ذلك العجز قد كشف الخطأ الذي وقعت فيه الإدارة عندما راحت تتدخل في شؤون الدول الأخرى دون أن تشغل بالها بتحسين أمورها الداخلية· أما إبداء الشماتة في الخسائر التي لحقت بالشعب الأميركي ذاته فهو أمر غير مقبول من وجهة نظري لأنه يساهم في تكريس الصورة السلبية التي ترسخت لدى الكثيرين في العالم - وليس الغرب وحده- عن المسلمين·
ثائر زياد- عمان