ملامح الصحافة الأميركية
* زلزال كشمير : تناولت افتتاحيه ''واشنطن بوست'' الصادرة الاربعاء الماضي الزلزال المدمر الذي وقع في باكستان وأدى إلى مصرع قرابة 38 ألف شخص وإصابة عشرات الألوف وتشريد ما يزيد عن مليوني· ووصفت الصحيفة ردود الأفعال العالمية بأنها كانت سريعة وسخية في نفس الوقت حيث بادرت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تقديم 100 مليون دولار إعانة عاجلة لباكستان، وفعلت الكويت نفس الشيء، وقامت الولايات المتحدة بتقديم 50 مليون دولار ولكن جهود الإنقاذ عانت من قصور واضح في التنسيق كما أن الجيش الباكستاني المدرب على القيام بعمليات إنقاذ سريعة في حالات الطوارئ لم يستطع بعد ذلك أن ينتقل إلى المرحلة التالية أي مرحلة توعية الضحايا بشأن الكيفية التي يمكن أن يقوموا بها بمساعدة أنفسهم دون حاجة لتدخل الدولة· وأكدت الصحافة على أهمية التخطيط الجيد لإعادة بناء ما دمره الزلزال، بحيث يتم بناء المدن والقرى على أسس جديدة تراعى فيها عوامل الأمان· وأشارت الصحيفة إلى أنه يمكن أيضا استخدام ما قامت به القوات الهندية القريبة من خط التماس عندما بادرت بتقديم العون للسكان الباكستانيين على الجانب الآخر لتدشين ما يعرف بدبلوماسية الزلازل التي يمكن أن تقوم بدور مهم في حل الكثير من المسائل العالقة بين الجارين اللدودين·
ü تواضع ميركيل في غير محله : كان هذا هو العنوان الذي اختارته ''كريستيان ساينس مونيتور'' لافتتاحيتها المنشورة في عدد الأربعاء الماضي والتي بدأتها بالقول إن مستشارة ألمانيا الجديدة هي ''أول'' امرأة في تاريخ ألمانيا تتولى منصب المستشارية ''وأول'' من يتولى المستشارية من سكان ألمانيا الشرقية السابقة·· وعلى الرغم من ذلك فإن ميركيل لم تقدم في حملتها الانتخابية وعودا بتحسين أوضاع النساء، أو الألمان الشرقيين، لأن مستشار ألمانيا - كما قالت ردا على سؤال بهذا الصدد- يجب أن يكون هدفه في المقام الأول تحقيق مصالح الشعب الألماني بشكل عام· وعلى الرغم من أن ذلك الرد قد يوحي للوهلة الأولى بتواضع المستشارة إلا أنه تواضع في غير محله - كما تقول الصحيفة- لأن وضع المرأة بالذات في ألمانيا يحتاج إلى عناية خاصة، وخصوصا إذا ما عرفنا أنه أدنى بكثير من وضع المرأة في دول أوروبا الغربية، والدليل على ذلك أن ''ميركيل هي أول امرأة ألمانية تتولى قيادة بلادها حيث سبقتها إلى ذلك كل من بريطانيا وفنلندا والنرويج ولاتفيا· أما بالنسبة لعدم تفريقها بين سكان ألمانيا فالحقيقة هي أن هناك فارقا في أوضاع الألمان الشرقيين مقارنة بالغربيين·
ü رايس والروس واختلاف بشأن إيران : تحت هذا العنوان أوردت ''لوس أنجلوس تايمز'' في عددها الصادر أمس الأحد تقريرا خبرياً من موسكو حول زيارة وزيرة الخارجية الأميركية ''كوندوليزا رايس'' إلى العاصمة الروسية التي فشلت خلالها في الحصول على دعم من روسيا بشأن تحويل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، على الرغم من أن الوزيرة قالت إن هذا الخيار لا يزال مفتوحا· ويقول التقرير إن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين ينتظرون كي يروا ما إذا كانت إيران ستعود إلى الدبلوماسية أم لا بحيث إذا لم تعد قاموا هم بتهديدها بسلاح العقوبات الاقتصادية أو أية عقوبات أخرى يقررها مجلس الأمن· وأشار التقرير إلى ما أعلنته رايس عقب لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته، وقالت فيه إن روسيا ستحاول إقناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات· وعلى الرغم من تصريح الوزيرة الأميركية، إلا أنه لم تكن هناك أية شواهد على أن روسيا على استعداد للقيام بدعم مجهود يهدف إلى دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تحويل قضية إيران إلى مجلس الأمن الدولي، وخصوصا بعد أن صرح وزير الخارجية الروسي ''سيرجي في· لافروف'' إلى أن الملف النووي الإيراني يمكن معالجته بواسطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية·
ü استفتاء السنة: مراكز اقتراع خالية وطوابير طويلة : كان هذا هو عنوان التقرير الخبري المنشور في نيويورك تايمز والمرسل من العراق يوم الاستفتاء على مسودة الدستور العراقي· يقول التقرير إن مشاركة السنة في ذلك الاستفتاء قد اتسمت بملمحين أساسيين ففي بعض المدن مثل الرمادي كان عدد من شاركوا بالاستفتاء محدودا بسبب سيطرة المتمردين على المدينة، ومحاولتهم تقويض عملية الاستفتاء بحيث اقتصر الحضور في بعض لجان الاستفتاء على موظفي الاستفتاء وعلى قوات الأمن المنوط بها حماية مراكز الاستفتاء فقط· وأورد التقرير أنه في مدينة الفلوجة حرص السكان منذ الصباح الباكر على الوقوف في طوابير للإدلاء بأصواتهم، ولكن عندما قام مراسل الصحيفة بسؤال بعض الواقفين في هذه الطوابير عن تصويتهم قالوا إنهم يشاركون في الاستفتاء بناء على طلب من زعمائهم الدينيين، وإنهم سيقومون بالتصويت برفض مسودة الدستور، لأنه يقلل من سيطرة الحكومة المركزية، ويعزز من قوة المحافظات بما يعني إمكانية تقسيم البلد على أساس طائفي، وتركهم دون نصيب في ثروة العراق النف