تعقيبا على د· عبدالله المدني.. ماذا لو كنا نئد البنات؟
لم يصل مقال الدكتور عبدالله المدني ''في الهند·· سياسة لمنع وأد البنات'' (وجهات نظر، الأحد 16 أكتوبر 2005) إلى أي نتيجة أو استخلاص يبرر موضوع المقال ذاته وما ينطوي عليه من دلالات محتملة! وهكذا بوصفي قارئا أتابع الأخبار، وأطالع أيضا مقالات الرأي في معظم الصحف، لم أجد فرقا بين مقال الدكتور المدني وبين أي تقرير إخباري من جملة التقارير التي أوردتها الصحافة الهندية خلال الأسابيع الأخيرة حول قرار نيودلهي المتعلق بالإناث!
ورغم ذلك فثمة ما يستحق التعليق بالنظر إلى دلالته المهمة على جانب من أوضاعنا العربية، إذ نعرف جميعا ذلك الجدل الذي تثيره السياسات السكانية في بعض الدول العربية وما أظهرته بعض الحكومات من حماس لمؤتمر السكان الذي عقد منتصف العقد الماضي في بكين عاصمة الصين الشعبية، ونتذكر أن ''شلة'' من المثقفين العرب دافعت بحماس عن أساليب الحد من النسل ومكافحة الإنجاب، وما قدمته من مسبقات وتخرصات غير علمية حول النمو السكاني بوصفه وحشا مخيفا يلتهم النمو الاقتصادي، بل راحت هذه ''الشلة'' تبرر بعض الإجراءات القسرية والمهينة لكرامة الإنسان مما تم اتخاذه رسميا في هذا الخصوص! أما في الهند التي يقارب عدد سكانها مليار نسمة، فإن حكومتها تشجع إنجاب البنات، و''تعطي مطلق الحرية للأسر في تحديد عدد أطفالها، لكن مع التركيز على الارتقاء بمستواها المعيشي والتعليمي والصحي''!
وربما بحكم متابعتي لما يكتبه الدكتور المدني من مقالات، فقد سمح لي خيالي أن أتساءل: هل كان سيكتب بتلك اللهجة ذات القفازات الحريرية، حول موضوع كوأد البنات لو أنه يحدث في مجتمعنا العربي؟! وأي أطراف ثقافية كان سيتهمها بتلك الهمجية والروح المعادية للحياة وللإنسانية؟!
خميس الهاجري- المنامة