تنوعت الموضوعات التي تناولتها الصحافة العالمية خلال النصف الثاني من الأسبوع الماضي، بين التعليق على الجلسة الافتتاحية الأولى لمحاكمة صدام حسين، وردود الفعل اليابانية والآسيوية على زيارة كويزومي لمزار ضحايا الحرب اليابانية، ثم إلى روسيا وضغوط البنك الدولي الرامية لحفز الإصلاح فيها، وأخيراً الحاجز الأمني الذي أقامته أسبانيا في وجه المهاجرين الأفارقة، ومدلولاته السياسية والاقتصادية·
محاكمة صدام: في افتتاحيتها الصادرة صباح أمس الخميس 20 أكتوبر، قالت صحيفة ''إنترناشونال هيرالد تريبيون'' إن الفرصة التي أتاحتها محاكمة صدام حسين، لبسط حكم القانون ودولة المؤسسات، وفي سبيل التوصل إلى مصالحة وطنية جامعة بين كافة العراقيين، قد أهدرت منذ وقت مبكر وسابق لبدء انعقاد جلسات المحكمة نفسها· وألقت الصحيفة باللائمة إزاء ما اعتبرته فشلاً، على سوء قرارات الإدارة الأميركية، مدعومة بنظيرتها الصادرة عن الأحزاب العراقية الشيعية والكردية، لكونها جميعاً تغلب الجانب السياسي على القانوني في المحاكمة· ومضت إلى القول إن الثمن الفادح لتجاهل اعتبارات الأمانة والنزاهة القانونية، هو تجاهل السعي وراء محاكمة الطاغية العراقي السابق، على الجرائم المحددة التي ارتكبها والتي تتعين معاقبته عليها، هو فشل المسعى كله، وتحول المحاكمة إلى ما يشبه رغبة ضحايا الطاغية من الأكراد والشيعة، في الثأر والانتقام من الذين كان يستند عليهم النظام القمعي السابق· ولم تكتف الصحيفة بالتعليق على الجانب السلبي في اتجاه وإجراءات المحاكمة التي بدأت يوم الأربعاء 19 أكتوبر الجاري، وإنما مضت لتقول إنه لا يزال في وسع القضاة والمحامين والقانونيين العراقيين، تصحيح مسار المحاكمة، وذلك عن طريق الوقوف أمام الضغوط السياسية المتواصلة المحيطة بالمحاكمة، والتصدي للوجهة السياسية الرامية إلى تحقيق أهداف ومكاسب سياسية قانونية قريبة المدى، على حساب المصالحة الوطنية العامة التي يمكن أن تسفر عنها المحاكمة النزيهة العادلة لصدام حسين، التي يجب إفراغها من الأهواء والدوافع السياسية في المقام الأول·
''ياسوكوني'' وانقسام الرأي العام الياباني: أظهر استطلاع عام للرأي العام الياباني أجري مؤخراً، أن اليابانيين منقسمون بين مؤيد ومعارض، للزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس وزرائهم جونيشيرو كويزومي لمزار ''ياسوكوني'' تخليداً لذكرى ضحايا الحرب اليابانيين· وذكرت صحيفة ''أساهي شيمبون'' التي أجرت استطلاع الرأي المذكور، أن المعترضين من اليابانيين، يرون أن زيارات من هذا النوع، من شأنها تخريب علاقات اليابان بجاراتها من الدول الآسيوية· إلى ذلك كان من رأي أكثر من نسبة 50 في المئة ممن شملهم استطلاع الرأي، أن يدعموا اقتراحاً بإقامة احتفالات لا دينية لذكرى ضحايا الحرب، منعاً لإثارة الفتن والنعرات الدينية والسياسية في البلاد والدول المجاورة لها· يذكر أن استطلاع الرأي هذا، كان قد أجري عبر الهاتف طوال ليلة الاثنين الماضي، وشمل عينة من 978 تم اختيارها عشوائياً من مختلف أنحاء القرى والمدن اليابانية· ووفقاً لاستطلاع الرأي المذكور، فقد رأت نسبة 42 في المئة ممن شملهم الاستطلاع، أن زيارة رئيس الوزراء للمزار كانت إيجابية ومؤدية لغرضها، في حين رأت نسبة 41 في المئة أنه ما كان على كويزومي القيام بتلك الزيارة أصلاً· لكن وفي الوقت ذاته، أعرب كثيرون عن قلقهم من أن تلقي تلك الزيارة بتأثيرات سلبية على العلاقات اليابانية- الآسيوية، لا سيما على العلاقات الدبلوماسية مع كل من الصين وكوريا الجنوبية اللتين صعدتا حملة الاحتجاج الرسمي على تلك الزيارة· وكان من رأي 53 في المئة أن على طوكيو أن تأخذ بالانتقادات الموجهة لقيادتها من كل من بكين وسيئول·
روسيا وحملة الإصلاحات: كرست صحيفة ''ذي موسكو تايمز نيوز'' افتتاحيتها الصادرة بتاريخ 20 أكتوبر الجاري، للتعليق على الضغوط التي يمارسها البنك الدولي على روسيا، بغية حملها على إجراء إصلاحات مؤسسية واسعة النطاق، إلى جانب مكافحة الفساد المالي والإداري المستشري فيها· هذا وقد تزامنت الحملة إياها، مع الزيارة الرسمية التي قام بها بول وولفوفيتز رئيس البنك الدولي إلى روسيا مؤخراً· وفي تصريح أدلى به عقب اجتماع مشترك بينه وجيرمان جريف وزير التنمية الاقتصادية والتجارة الروسي، قال وولفوفيتز إن روسيا مضت شوطاً لا بأس به على طريق التغيير الاقتصادي خلال العقد الماضي· غير أنه لا يزال يتعين عليها القيام بالكثير من العمل والواجبات· ومضى وولفوفيتز إلى القول إن روسيا لا تزال مواجهة بكم هائل من التحديات الكبيرة، خاصة في مجالات الإصلاح الإداري والقضائي، إلى جانب مكافحة الفساد· ومن المقرر أن يلتقي وولفوفيتز خلال زيارته هذه، بكل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير ماليته ألكسي كودرين، علاوة على رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل فرادكوف· أما الموضوع الرئيسي الذي سيتم التركيز عليه في ذلك اللقاء، فيتمثل في بحث الدور المتوقع من روسيا، ب