تصنيف جديد لـ القاعدة
النزاعات والصراعات المسلحة والإرهاب موضوعات تتناولها الدورية التي تصدر كل شهرين عن مؤسسة ''تايلور آند فرانسيس'' للنشر· وتحت عنوان ''القاعدة كمنظمة تشبه الكثبان الرملية: نحو تنميط التنظيمات الإسلامية الإرهابية''، كتب شاؤول ميشيل ومواز روسينتال مقالاً أوضحا خلاله أن تصنيف هذه التنظيمات إلى تنظيمات شبكية أو تنظيمات تقوم على تدرجية معينة أو ''هيراركية'' واضحة، فشل في التعامل مع الأنماط الجديدة للإرهاب الدولي الذي شهده العالم في الآونة الأخيرة· ومن الملاحظ هنا أن هذه التصنيفات لم تنجح في فهم البنية التنظيمية أو الفكرية أو العملياتية التي يقوم عليها تنظيم ''القاعدة''· الكاتبان، وهما أستاذا العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، توصلا إلى استنتاج مفاده أنه على الرغم من الدراسات العديدة حول ''القاعدة'' التي قام بها متخصصون ذوو خلفيات متنوعة، فإن هذه التحليلات انحصرت في تصورين اثنين هما أن هذا التنظيم ''هيراركي'' تدريجي أو أنه نظام شبكي، وهما تصوران يتمتعان بالقوة عند دراسة التنظيمات الإرهابية ذات الطابع المحلي، لكنهما لا يقدمان إجابة على التساؤلات المتعلقة ببنية ونمط تفكير وأسلوب العمل في تنظيم ''القاعدة'' بصفته تنظيما إرهابيا عالميا· الكاتبان حاولا طرح مفهوم جديد لتوصيف ''القاعدة''، وهو مفهوم ''المنظمة الممتدة'' أي التي تشبه التلال المكونة من رمال متراكمة جلبتها الرياح، فهذا التنظيم الذي بدأ في عام 1989 بدأ كمنظمة تقوم على تراتبية تدرجية ''هيراركية''، ثم تحول إلى منظمة ''شبكية''، وبعد العمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان في عام 2001 تحول تنظيم ''القاعدة'' إلى منظمة ''تشبه الكثبان الرملية''·
''القاعدة'' تختلف عن تنظيمات إسلامية أخرى كـ''حزب الله'' في لبنان وحركة ''حماس'' و''الجهاد الإسلامي'' في فلسطين· تنظيم ''القاعدة'' يقوم على أجندة تستند إلى أيديولوجية راديكالية وإلى عمليات معقدة، فعلى الرغم من تدمير معسكرات التنظيم في أفغانستان ومقتل أو أسر كثير من قياداته وتجفيف مصادر تمويله، فإن ''القاعدة'' لا تزال تشكل تهديداً خطيراً للغرب عامة وللأمن القومي الأميركي على وجه الخصوص· هذا التنظيم لا ينتظر حتى تتم هزيمة الحكومات الإسلامية ''المرتدة''، حسب رؤية ''القاعدة''، بل تجب مواصلة الهجمات على التحالف ''اليهودي- الصليبي''، ومن ثم، فإن الهدف الأساسي لتنظيم ''القاعدة'' هو إلحاق الضرر بالولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل· إن ''الجهاد العالمي'' الذي تنتهجه ''القاعدة'' يختلف عن رؤية تنظيمات أخرى كـ''حزب الله'' و''حماس'' و''الجهاد الإسلامي''، كون هذه التنظيمات تتبنى أهدافاً واضحة ومحددة·
المستقبل العربي : تحولات عربية
ضم العدد الأخير من شهرية ''المستقبل العربي'' مواضيع ودراسات عدة، جاء أحدها تحت عنوان ''مصر·· إلى أين؟''، وفيه يحلل الدكتور حسن نافعة انتخابات الرئاسة المصرية الأخيرة، باعتبارها منعطفاً سياسياً مهماً وعلامة فارقة في تطور النظام السياسي في مصر· ولاستكناه أثر وتداعيات ذلك الحدث على مستقبل النظام واحتمالات تحوله نحو الديمقراطية الكاملة، يحاول الكاتب التعرف أولاً على طبيعة النظام الحالي، والأسباب والدوافع التي حدت به إلى تعديل المادة 76 من الدستور، والطريقة التي تم بها ذلك التعديل· وأياً كان الرأي في نتائج تلك الانتخابات، كما يقول الكاتب، فإنه سيكون من الصعب عودة عقارب الساعة إلى الوراء، حيث لم يعد أمام الحكومة سوى أن تتقدم بخطوات أوسع نحو الديمقراطية الكاملة، ورغم تأكيده على أن الرئيس حسني مبارك لا زال في وسعه السيطرة على مقاليد الحكم باقتدار وفعالية دون أية مخاوف، فهو يرى أن انتخابات مجلس الشعب القادمة هي ما سيحدد الوجهة المستقبلية لمصر، وما إذا كانت تتجه نحو الخروج من المأزق أم نحو انفجار للأوضاع!
وفي دراسة أخرى عن ''الديمقراطية في لبنان: خرافة أم واقع؟''، يستنطق الدكتور زياد حافظ الأحداث الصاخبة التي جرت هناك منذ مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ليؤكد على أن لبنان ''دولة فئوية، والفئوية تتناقض مع الديمقراطية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفساد، وتفضي إلى التدخل الأجنبي النشط في الشؤون المحلية''· ورغم أن الديمقراطية هي هدف لجميع اللبنانيين، فإن ''النظام الحالي يمنع إقامة آلية يستطيع اللبنانيون بها أن يصلوا إلى اتفاق على أهدافهم·· والأمر الأكثر جوهراً أنه لا يزال لا وجود لإجماع على ما هو لبنان وما ينبغي أن يكون دور الدولة''!
وتحت عنوان ''انقلاب 3 أغسطس في موريتانيا أو التغيير من الداخل''، يستعرض الدكتور محمد الأمين ولد سيدي خلفيات الانقلاب الموريتاني وما أثاره من تداعيات؛ ويرى الكاتب أن نظام الرئيس معاوية ولد الطايع لم يسقط تماماً بل إن معاونيه الذين قلبوا له ظهر المجن احتفظوا بهيكل النظام بعد أن أزالوا رأسه، إذ سقط ولد الطايع وعاش نظامه! وعن الفرص المتاحة أمام المجلس العسكري ا