شدني كثيراً مقال الكاتب خليل علي حيدر ''الأفغانية الأسيرة'' الذي نشر بصفحات ''وجهات نظر'' يوم الأحد الماضي· وقد بنى الكاتب مقاله على المثل الأفغاني القائل ''إن اختيار المرأة الصالحة صعب، ولكن الحياة معها سهلة، واختيار المرأة الفاسدة سهل، ولكن الحياة معها صعبة''· وعلى هذا المثل أقام الكاتب رؤيته وقراءته لواقع التحول الديمقراطي الجاري في أفغانستان· كما كانت المقارنة التاريخية والمعاصرة بين كل من العراق وأفغانستان، من الجوانب والملاحظات التي تستوقف قارئ المقال طويلاً، وتدعوه للتفكير والتأمل· والأهم من ذلك موقف الكاتب الثابت المؤيد للمسيرة الديمقراطية في أفغانستان، على رغم المكابدات والمصاعب والتحديات الكبيرة التي تعترض هذه المسيرة، فيما فضل الكاتب وصفها بأنها ''تتقدم تحت وابل من القنابل والنيران''· كما لفت نظري استهجان الكاتب لموقف أولئك الذين يسخرون من الانتخابات الأفغانية، ويستنكرون على الأفغان حقهم الطبيعي في نيل حريتهم واختيار نمط الحياة اللائق بهم كبشر وشعب، مثل غيرهم من شعوب الأرض والبشر· وغني عن القول إن سلوك التعالي على الشعوب هذا، هو بحد ذاته مناف للديمقراطية ولأية قيمة إيجابية، ولا ينم إلا عن عداء مستحكم لكل هذه القيم· وإنني لأجد نفسي في صف الكاتب وأقول معه، ليقل القائلون ما أرادوا، إلا أن مسيرة الأفغان نحو الديمقراطية والسلام والاستقرار لن تتوقف، مثلما لن يتوقف بحثهم المستمر عن الزوجة الصالحة، التي شارفوا على الإمساك بها بأطراف أصابعهم الآن· وإنهم لواصلون يوماً قريباً بإذن الله·
حسن منصور الياس - عجمان