يشكك العديد من المراقبين السياسيين، خاصة في العراق، في جدوى زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لبغداد من أجل الدعوة الى مؤتمر ''مصالحة'' بين الأطراف السياسية العراقية المتصارعة، في القاهرة· يتذكر البعض هنا أن الجامعة العربية لم تفعل شيئاً يذكر لمساعدة العراق على تجاوز الكبوات التي دُفع إليها، مع إشارة خاصة إلى وفد الجامعة الذي تنقل بين بغداد والنجف وأربيل قبل أشهر في مهمة معلنة لا تزيد عن حدود ''تقصي الحقائق''· يذهب هؤلاء، في سياق تبريرهم لهذا الرأي، إلى أن سجل الجامعة لا يزخر بمبادرات ناجحة للعديد من المشاكل والمعضلات التي ألمت بالجسد العربي، مما يبرر التهم الموجهة اليها كـ''هيئة شكلية نصف- خدمية لا ترقى إلى آمال الجمهور العربي بين المحيط والخليج··''· وبغض النظر عن هذه الآراء المشككة بجدوى زيارة موسى لبغداد، فإنها تمثل جزءا من دور الجامعة، زيادة على أنه ربما ينطلق بمبادرته هذه مما أحاط بدور الجامعة من نقد في الإعلام العربي بسبب عدم تحريك الجامعة نفسها·
وتبقى الأبواب مشرعة أمام عمرو موسى لأن يمنح مهمته بعداً تضامنياً عربياً، خاصة إذا ما عد اللقاء التوفيقي المرتقب مع القوى العراقية المتصارعة شيئاً من ''جس النبض'' ومن الاطلاع كي يقدم بياناته وبيناته إلى الزعامات العربية التي نتوقع أن تجتمع في قمة قبل نهاية هذا العام· إن مباركة وتخويل الأمين العام للجامعة من قبل الزعامات العربية في جهوده التوفيقية هذه لابد وأن تصب في تقوية الدور الذي يضطلع به أمام مختلف الجماعات العراقية: فإذا ما توحدت الزعامات العربية في موقف جماعي معين حيال حل المعضلات في العراق، فإن مبادرة عمرو موسى ستحظى بالكثير من التقدير والفاعلية لتنطلق من فضاء اللاجدوى إلى قناة الجدوى المباشرة والفاعلة·
د· محمد الدعمي- أبوظبي