حاز الشيخ زايد رحمه الله تعالى حب مواطنيه ومعزتهم الصادقة، حتى أصبح بمنزلة الأب منهم جميعا دون استثناء، وقد أدرك طوال حياته ذلك الحب الذي بادله بحب آخر جسدته صنائعه وأياديه الجميلة البيضاء· إلا أن ملايين الناس من خارج الإمارات، وأغلبهم لم يقم فيها ولم يزرها، ينظرون هم أيضا باحترام وإجلال كبير إلى هذا الاسم، إذ اقترن في الأذهان بخصاله الحميدة وروحه السمحة وفعاله الكريمة، فانتشر ذكره الجميل بين الأنام وعمت سمعته الناصعة أركان الأرض·
فكم من مكروب أعياه الفقر وأضناه المرض، في الصومال أو في الباكستان أو في كوسوفو أو في المغرب أو في اندونيسيا أو في الهند أو في موريتانيا أو بنغلاديش أو في اليمن أو في مصر أو في تركيا أو في السودان أو في الفلبين أو في سوريا·· شدت أزره نفحات الشيخ زايد وعطاياه السخية·
وبأفعاله انتشر اسم الإمارات بين الخافقين وفي أرجاء العالم كعلامة للتفاؤل ودليل على نصرة المستضعفين وإغاثة المنكوبين ودعم المحتاجين·
لم يكن الشيخ زايد رحمه الله قائدا لدولة الإمارات التي أرسى دعائم اتحادها فحسب، ولكنه كان رجل دولة عم صيته آفاق العالم، حتى أصبح من رموز عصره وعمالقة زمانه الذين يشار إليهم بالبنان كنار على علم· وبفضله أصبح بلده رائدا على المستوى العالمي، فتضافرت سيرته المثلى مع المكانة السامية التي حظي بها بلده في العالم، فرحمك الله رحمة واسعة يا زايد·
أحمد ولد عمر- نواكشوط