من يتابع التغطية الاعلامية لقمة الأميركتين التي انعقدت في الأرجنتين يلاحظ حالة الاحتقان الواضحة في العلاقات بين واشنطن وجيرانها في النصف الغربي من الكرة الأرضية· فنزويلا تقود حملة مناوئة للولايات المتحدة، وكأن الرئيس هوجو شافيز يرد الصاع صاعين لإدارة بوش، خاصة بعد شهور من تصريحات أطلقها أحد رجال الدين الأميركيين، طالب خلالها باغتيال الرئيس الفنزويلي· شافيز يعارض انشاء منطقة تجارة حرة بين الأميركتين، وهو ما يجعل من الصعب استنساخ النموذج الأميركي في بلدان أميركا اللاتينية التي تتسم سياساتها بالاشتراكية·
يبدو أن واشنطن غير منسجمة مع جيرانها الجنوبيين، وهو ما يمكن وصفه بالتنافر الأيديولوجي في منطقة لا تزال هي الفناء الخلفي للولايات المتحدة· ومن غير المنطقي أن تدافع أميركا عن أمنها القومي من خلال حروب استباقية في الشرق الأوسط وأفغانستان، في حين تتجاهل جيرانها الجنوبيين، الذين أصبحوا هدفاً لقوى دولية صاعدة كالصين مثلاً·
من الغريب جداً أن تفشل الدبلوماسية الأميركية في احتواء موجة الغضب العارمة ضد واشنطن في هذه المنطقة الحيوية، ويبدو أن الوقت لا يزال طويلاً أمام الولايات المتحدة كي تغير صورتها لدى شعوب أميركا اللاتينية، مما يتطلب جهداً دبلوماسيا غير مسبوق·
عماد عبد الرحيم- الشارقة