يوماً بعد آخر تتزايد المؤشرات والشواهد الدالة على ما يتحقق على أرض الإمارات من إنجازات تنموية تجد صدى وتقديراً لدى الأوساط والدوائر العالمية، وبالأمس جاءت دولة الإمارات في المرتبة الخامسة ضمن قائمة أفضل عشر دول لممارسة النشاط الاقتصادي في العالم، وذلك ضمن دراسة متخصصة أجرتها مؤسستا ''فيوتشر براند'' للاستشارات، و''ويبير شاندويك'' للعلاقات العامة ونشرت نتائجها صحيفة ''بيزنس تايمز'' السنغافورية· كما جاءت الإمارات في المرتبة السادسة من بين أفضل عشر دول لعقد المؤتمرات· والمؤكد أن هذا النجاح ينطوي على قيمة رمزية كبيرة يمكن إدراكها من خلال نظرة العالم إلى ما يتحقق على أرض الإمارات من طفرات تنموية متتابعة تحفّز الأوساط الدولية على التصويت بالثقة لمصلحة الإمارات واقتصادها وأمنها وأجواء العمل فيها، كما يمكن كذلك إدراك هذه القيمة من خلال نظرة متفحّصة لأسماء الدول التي اشتملت عليها الدراسة، ويكفي الإشارة إلى أن الإمارات حلّت قبل دول متقدمة كاليابان وفرنسا، كما حلّت في الترتيب مباشرة بعد قوى اقتصادية صناعية كبرى مثل بريطانيا وألمانيا في توفير الأجواء الملائمة لممارسة النشاط الاقتصادي·
مؤشرات النجاح هذه تعكس نجاح تجربة تنموية رائدة، وإحدى سمات النجاح أنه يمنح قوة دفع هائلة ويغري بالسعي لتحقيق المزيد· والواضح أن التجربة التنموية الإماراتية حققت اختراقاً جوهرياً في نظرة الإعلام الدولي إلى المنطقة العربية والخليجية، فلم تعد الأخبار والتقارير محصورة في صور نمطية تقليدية التصقت بالعرب عموماً، بل تحوّلت الأنظار بقوة إلى مؤشرات نجاح اقتصادي تبزغ من قلب الصحراء لتتغير ''الصورة'' تدريجياً ويغلب عليها زوايا أخرى غير تلك التي سادت عقوداً طويلة، فالإعلام ـ كمهنة ـ مهتم بالنقيضين، النجاح والفشل معاً، فدائرة المنتصف لا تشبع النهم الإعلامي للأخبار المتفردة، ولا تغري الإعلاميين بصناعة مادة متميزة للجمهور· وما يضاعف من قيمة هذا التبدل في الصورة النمطية أن التغيير سيلعب مع مرور الوقت لمصلحة دولة الإمارات ـ باعتبارها اللاعب الرئيسي ـ وستستفيد منه كذلك دول المنطقة جميعها، فهذه النجاحات تقدم دعاية مجانية لما يُبذل على هذه الأرض الطيبة من جهود تنموية دؤوبة ومتواصلة· كما تتضاعف قيمة النجاح أيضا في ظل ما سيحدثه من تحوّل هائل في نوعية الأخبار والتدفقات الإعلامية، فالعالم أجمع، اعتاد على أن تأتي من منطقتنا ـ وهذه حقيقة مؤسفة ـ أخبار التطرف والأزمات والصراعات ولذا كانت منطقة الشرق الأوسط مصدراً جيداً يزود العالم أجمع بالأخبار السيئة، ولكن هذا الأمر يتغيّر تدريجياً، وباتت قصص النجاح في دولة الإمارات تلوح في أفق التغطيات الإعلامية·
صحيح أن المنطقة كانت دوماً في بؤرة اهتمام الإعلام العالمي، ولكن الحاصل الآن أن هناك تغييرات ملحوظة في نوعية الأخبار التي ''تصدرها'' المنطقة، وحين تكون الإمارات في بؤرة الاهتمام باعتبارها قاطرة النجاح، فإن الأمر يلقي على الأكتاف مسؤولية مضاعفة، لأن إدارة هذا النجاح وضمان قوة الدفع أضحتا مسؤولية تتطلّب عملاً جماعياً ضخماً نثق في أن الجميع لن يتوانى عن المشاركة فيه·
عن نشرة أخبار الساعة
الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
www.ecssr.ac.ae