إذا كان العالم يترقب محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين جراء ما ارتكب من مجازر قتل فيها نحو مئة وثمانية وأربعين أو يزيد فهذا عدل، لأن الرئيس يجب أن يحافظ على شعبه ومقدراته ويتجه به نحو الصواب والتعمير والبناء، وأي بناء يجدي أو يفيد إذا هُدِم الإنسان؟! ثمة عبرة وعظة وهي أن المجازر التي حدثت سنة 1982 والمحاكمة تأتي عام 2005 أي بعد ثلاث وعشرين سنة·
العالم يطير فرحاً وطرباً واختلافاً حول المحاكمة والحكم، وكذلك ترقباً للحكم ما بين مطالبٍ بالبراءة ومطالب بالإعدام حتى ولو كان من المصفقين للنظام المخلوع من قبل أن يخلع·
وإذا كان الأمر كذلك، فأين العالم من محاكمة من قتل أكثر من مئة ألف في العراق ناهيك عن المفقودين والمشردين؟! وأين العالم من أنهار الدماء الجارية في فلسطين، ناهيك عن المشردين والمسجونين بتهمة الدفاع عن حقهم المشروع في وطنهم فلسطين؟! وشارون الآثم -رغم ذلك- يرتع بين رؤساء العالم كرجل مناضل!
عند قتل المسلم العربي أو الغربي فإن الغرب يتناسى كل الدعاوى· إننا نترقب عاجلاً أو آجلاً اليوم الذي يشاء الله تعالى ويوقع كل سفاكٍ للدماء تحت طائلة المحاكمة في الدنيا حتى تعود لدماء الشعوب قيمتها، وتُطوى صفحات سفك الدماء في كل صعيد وسبيل، كي يهنأ الناس جميعاً بالعيش في دنياهم آمنين مطمئنين· نأمل أن يكون ذلك اليوم قريباً فقد طال انتظاره، ولقد سئمت الشعوب أخبار الحروب، وتترقب أيام السلام· فاللهم قرّبها·
سليمان العايدي - أبوظبي