لا مجال للتفاؤل مع إسرائيل
تحدث الدكتور عبدالوهاب المسيري في مقاله المنشور في صفحات ''وجهات نظر'' يوم السبت 31 ديسمبر ،2005 والذي جاء بعنوان ''لا عزاء للمتفائلين''، عن خيبة الأمل والمرارة التي تجمعت في حلوق من طفقوا دون احتراز أو حذر مسبق يستبشرون بوصول عمير بيريتس إلى زعامة حزب ''العمل'' الإسرائيلي، وكأنه بمثابة ''غودو'' قادم من قاع الفواجع التي طالما أشاعتها الدولة العبرية في المنطقة ليخلص عملية السلام الموءودة وغير المأسوف عليها إسرائيلياً· ولكن بيريتس لم يترك، كعادة الساسة الإسرائيليين، أي مجال للأوهام أو للتفاؤل، حين أعلن عن أجندة سياسية أكثر شارونية من شارون نفسه·
وهذا شيء مفهوم، فما دام شارون الأصلي انسلخ من جلده وتحول بقدرة قادر إلى ''ماهاتما غاندي'' يذرف صباح مساء دموع التماسيح على فرص السلام المهدورة من خلال انسحابه من حزب الليكود اليميني المتطرف، إذن لابد لإسرائيل مـــــن ''شـــــارون'' آخر·
وها هو يأتي دون تأخير ولسوء الحظ، بشنب كثيف، وبنية جسدية أقوى، ويا للكارثة بملامح شرقية كذلك· وما أريد قوله، مع الدكتور المسيري، وهو العارف بدقائق الشؤون الإسرائيلية، إن المتفائلين، والحالمين، والواهمين، والنائمين في العسل، في المنطقة وفي العالم، الذين يعتقدون أن لحظة السلام مع اليمين الصهيوني بجميع أشكاله قد حلت، هؤلاء سينتظرون طويلاً، قبل أن يروا شيئاً مما يرونه من أحلام اليقظة الآن، لأنه لا مجال للتفاؤل مع الإسرائيليين·
حسام سعيد- رام الله