مع نهاية الهدنة التي كانت قائمة بين الفصائل الفلسطينية وقوة الاحتلال الإسرائيلية، بنهاية العام المنقضي، يخشى أن تتجدد أعمال العنف والقصف والاغتيالات والهدم والتجريف والاعتداء السافر على البشر والشجر والحجر التي اعتادت إسرائيل القيام بها في حربها المستمرة على الشعب الفلسطيني وعلى عملية السلام من ورائه·
ولعل إعلان بعض الفصائل أنها لن تجدد الهدنة مع إسرائيل يبدو في غير محله، حسب رأيي الخاص، لأنه سيعطــــي فرصة لجيش الاحتلال للعــــودة إلى ممارساته وعربدته بحق الفلسطينيين البسطاء، وسيعود أيضا لسياسات الخنق والتضييق عليهم في أسباب معيشتهم اليومية· ولذا فلابــد أن تقوم أطراف دولية أو إقليمية كتلك التي رعت الهدنة المنتهيــــة بالمبادرة لإيجــــاد هدنــة أو صيغة تفاهمـــات جديدة من شأنهـــا تقليل أسبـــاب التوتر ونزع المبررات والذرائع من قوات الاحتلال، وتجريد شارون من أي مبرر مهمــا كــان واهيا للاعتـــداء علـــى الشعــب الفلسطينـــي·
ولابد أن تكون الهدنة الجديدة مراعية لطبيعة الحكومة الإسرائيلية غير الراغبة أصلا في السلام أو التهدئة لأن ارتفاع حالات الغليان والتوتر يجلب عليها الكثير من المساعدات المالية من اللوبي الصهيوني، ولذا فهي تعتبر نفسها مستفيدة من الحروب والتوترات المتواصلة في المنطقة، ولن تجنح للهدنة إلا إذا حُشرت في الزاوية وجردت من أية مبررات أو أسباب للتهرب من التهدئة، ولذا فعلى الأطراف الإقليمية والفلسطينية العمل في هذا الاتجاه قبل فوات الأوان·
عادل محمود- الشارقة