حينما يتابع المــــرء المحطات الإخبارية الأجنبية، يدرك للوهــــلة الأولـــــى كم هي مشوهـــــة صورة العرب في نظر الأجانب؛ فالأخبار القادمة من المنطقة هي إما أخبار قتل أو أخبار ذبــــح أو تفجيرات أو توترات طائفيـــة أو مؤامرات أو سيارات مفخخــــة وقتــــل ساسة وصحفيين، ثم زاد علــــى ذلـــك في الآونــــة الأخيــــرة أخبار الخطف·
فأصبحنا نسمع أن المسلحين في غــــزة قــــد قاموا باختطاف دبلوماسيين ثم قاموا بالإفراج عنهم (فــــي العــــراق قلما يتم الإفراج عن المختطفين حتـــــى لو كانوا عربا ومــــــا حدث في الآونة الأخيرة من إفـــــراج عن طاقم السفارة السودانية يعد من الاستثناءات القليــــلة)، أو أن القبائل اليمنية قد قامت باختطاف أجانب ثم قامـــت بإعادتهم مقابل مفاوضات أو مقابل تحقيق مطالـــب محلية أو حتى مقابل فدية·
وهكذا فإن الصورة الشائعة عن العرب وهي أنهم إرهابيون أُضيفت إليها صورة جديدة وهي أنهم خاطفون· يحدث هذا في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن جهود الولايات المتحدة الأميركية لتحسين صورتها في المنطقة من خلال برنامج الدبلوماسية الشعبية الذي تشرف عليه كارين هيـــــوز، مما يطـــــرح الســـــؤال:
ماذا فعــــل العرب مـــن أجل تحسين صورتهم؟ هل تبنوا برنامجا لتحسين تلك الصورة أم أنهم تبنوا استراتيجية لمزيد من التشويه لها؟ صحيح أن هناك دولا تدفــــع أموالا طائلة مقابـــل نشر صفحات إعلانية في الصحف الأجنبية من أجل عكس صورة طيبة عنها أو من أجل إزالــــة ما علق بتلك الصــــورة من شوائب· ولكـــن الجهد العربي سيكون أكثر فعالية لو تم التوقف عن مثل هذه العمليات، أعني الخطف أو القتل بدون تمييز، مــــع ضــــرورة التفريق الدقيق بين مـــا هو مقاومــــة ضد الاحتـــلال، وبالتالـــي يجب أن يكون موجهــــا ضـــــد الاحتلال، وبيـــن ما هــــو إرهــــاب للمدنييــن الأبريـــاء·
ياسين عبد العزيز- القاهرة