لا أجد من الكلمات في هذه اللحظات الحزينة وهذا الموقف الجلل والمصاب الأليم، الذي فقدنا فيه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، إلا أن أقول ''إنا لله وإنا إليه راجعون''· إنه بالفعل يوم حزين من أيام هذا الشهر الفضيل، شهر ذي الحجة الذي فقدنا فيه هذا الراحل الكبير، ولكنها إرادة الله عز وجل وليس لنا نحن البشر أمام هذا المصاب إلا أن نسلم بهذه الإرادة ونرضى بقضاء الله وقدره، ونصبر على هذا المصاب الجلل· لقد فارقنا رجل من خيرة الرجال ورائد من رواد وحدة هذا الوطن وبناء حضارته· ومن يستعرض سيرة الشيخ مكتوم سوف يدرك مدى الخسارة الكبيرة والحزن العميق الذي نشعر به نحن في دولة الإمارات بفقد هذا القائد الكبير، هذا القائد الغالي على نفوسنا·
إنه من نوادر الرجال، تجد في شخصيته ''منجماً من ذهب''، حيث تميزت شخصيته ''رحمه الله رحمة واسعة'' بأحسن الصفات والفضائل والأخلاق الكريمة· كان رحمه الله يملك من الصفات ما لا يملكها غيره، ويملك من المواقف والمآثر والفضائل الكثير الكثير، سواء على مستوى خدمة الوطن أو المواطن، والتي ليس من السهولة أن يسطرها القلم في هذه اللحظات الحزينة·
كان حكيماً إلى أبعد الحدود وسديد الرأي، يملك من صفات القيادة الشيء الكثير، كان حاكماً من ذلك النوع الفريد، كريما إلى أبعد الحدود، يملك من صفات التواضع الشيء الكثير، حليما إلى أبعد الحدود، كل من عرفه أو جالسه كان يجد فيه كل هذه الصفات الكريمة، لا يدخل عليه إنسان في مجلسه في حاجة إلا ويخرج مسروراً· لقد بذل ''رحمه الله''، كل حياته من أجل خدمة أمته ووطنه وعمل بكل الإخلاص مع أخيه رئيس الدولة وإخوانه حكام الإمارات من أجل تدعيم مسيرة الاتحاد وترسيخ أهدافه ومبادئه، وبذل جهوداً جبارة معهم من أجل توحيد الصفوف ومن أجل أن تصل مسيرة الاتحاد إلى بر الأمان، من أجل أن يكون البناء عظيماً وقادراً على الصمود أمام التحديات·
ومن ينظر إلى تاريخ إمارة دبي ويبحث بعمق في نهضتها الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية منذ أن تولى الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ''رحمه الله''، الحكم فيها، سوف يعرف مدى الدور الكبير والدور الإيجابي والفعال الذي قام به من أجل بناء نهضتها وتدعيم حالة الأمن والاستقرار فيها إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه الآن·
رحم الله الشيخ مكتوم رحمة واسعة وأسكنه جنة الخلد· وتعازينا لأبنائه وإخوانه وأسرة آل مكتوم الكرام ولشعب الإمارات·