بوفاة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، تكون الأمة العربية قد فقدت رائداً من رواد نهضتها، فالفجيعة فيه ليست قاصرة على أبناء إمارته أو شعب دولة الإمارات، وإنما هي تشمل كل من تابع بإعجاب مسيرة النهضة الحديثة التي استطاعت إمارة دبي أن تنجزها في إطار التجربة الوحدوية الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة· وأهم ما في هذه المسيرة أنها تثبت للكافة أن العرب عامة وأبناء الخليج خاصة ودولة الإمارات العربية بالذات ليسوا ظاهرة ''نفطية'' يعتمد بقاؤهم وتؤسس رفاهيتهم ويبنى مستقبلهم على ثروتهم النفطية، وإنما يتم ذلك كله استناداً إلى جهدهم الإنساني وأفكارهم المبدعة القادرة على توظيف إمكانات الثروة الطبيعية على أحسن وجه، وإضافة إنجازات إنسانية إليها تستند إلى أفكار نهضوية حقيقية· هكذا أصبحت إمارة دبي ركناً أساسياً في تجربة دولة الإمارات العربية· وهكذا أصبحت التجربة ملء السمع والبصر·
وإذا كان الشيخ مكتوم قد رحل، فإن العزاء في الفجيعة برحيله، أن ما أنجزه قد رسخ في أرض دبي والإمارات، وأن أبناء دبي وشعب الإمارات من ثم لقادرون على أن يواصلوا حضورهم الإنساني وإنجازهم النهضوي على النحو الذي يحمي حاضرهم ويفتح آفاقاً واسعة لمستقبلهم، بل ومستقبل أمتهم العربية ككل·