نظام في مأزق
في مقاله المنشور على صفحات ''وجهات نظر'' ليوم أمس السبت، تطرق الدكتور سعد بن طفلة إلى الملابسات في التصريحات النارية التي أدلى بها عبد الحليم خدام بعد إعلان انشقاقه عن نظام دمشق واستقراره في باريس· فذلك التصريح الذي اتهم فيه عبد الحليم خدام النظام السوري بالفساد وفضح طبيعة العلاقة غير المتوازنة التي تربط بين سوريا ولبنان، كفيل بإسالة مزيد من المداد حول ما يخبئه المستقبل لسوريا· يعتبر بن طفلة أن نائب الرئيس السوري السابق إنما أقدم على خطوته تلك بعدما تأكد أنه ربما يكون مدرجا على لائحة المسؤولين الذين قد يضحي بهم النظام، فآثر توجيه الضربة الأولى والنأي بنفسه عن أية صفقة يطبخها النظام مع الولايات المتحدة قد يكون هو الخاسر فيها· لكن ذلك لا يمنع من ضرورة النظر في كلام خدام وفحص الاتهامات التي وجهها إلى النظام السوري والمتعلقة في الفساد وإفقار الشعب· وحتى لو جاء كلام الرجل في إطار صراع الأجنحة داخل النظام نفسه، كما يقول كاتب المقال، فذلك لا ينفي المسؤولية عن خدام ذاته، إذ كان مشاركا طيلة الفترة السابقة في بناء ذلك النظام· ومهما كان الأمر فالدائرة باتت تضيق أكثر فأكثر حول دمشق وأصبح الوضع مشرعا على كافة الاحتمالات، إذا ما صحت نبوءة الكاتب حول وجود صفقة تحت الطاولة تتيح للنظام البقاء في السلطة مقابل تقديم التنازلات· هذا من دون استثناء الحل الأكثر تشددا والمتمثل في فرض عقوبات اقتصادية على سوريا تمهيدا لإسقاط السلطة ليتكرر السيناريو العراقي· لقد عودنا النظام السوري منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد على سياسة حافة الهاوية، وإجادة اللعب بالأوراق الإقليمية المتاحة، فهل يستطيع النظام في نسخته الجديدة انتهاج نفس السياسة؟ هذا ما سيتبدى في المقبل من الأيام·
سعيد مراد - دبي