تشهد الأمة الإسلامية جميعها اليوم ''وقفة عرفات'' المباركة الطيبة في مشهد يعكس توحد الحجيج من مختلف أرجاء العالم الإسلامي على قلب رجل واحد في بقعة جغرافية واحدة، وفي صورة تعكس عمق القيم النبيلة التي يتحلى بها ديننا الحنيف، الذي غرس قيمة المساواة بين بني البشر وأعلى من شأن تهذيب النفوس والسمو بها كي تعكس الرسالة الحقيقية للإسلام· واليوم وقد مر ما يزيد عن العام بقليل على وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومر أيضاً نحو أسبوع على وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، فإننا ننتهز هذا اليوم الطيب المبارك لنتضرع إلى الله جميعا أن يتولى فقيدينا الغاليين برحمته ويسكنهما فسيح جناته على ما قدماه لشعبهما وللأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء من خير عميم، وما أسهما به طيلة حياتهما -رحمهما الله- من جهود دؤوبة في لم شمل الأمة وتوحيد كلمتها والعمل على تماسكها·
في هذا اليوم المليء باللحظات الإيمانية العامرة، نتذكر فقيدينا الغاليين لما لهما من مناقب ومآثر بارزة في دعم العمل الإسلامي المشترك، وتعزيز وحدة الأمة الإسلامية وغرس القيم الإسلامية النبيلة في مجال العطاء الإنساني من دون تفرقة بين لون أو جنس، وتلمس احتياجات الفقراء والمحتاجين في كل مكان وتلبيتها في أروع صور التضامن الإنساني التي شهدتها الأمة الإسلامية·
إننا نتضرع لله جميعا أن يغفر لفقيدي الأمة اللذين كانا يمثلان طرازا فريدا من الرجال بإسهاماتهما وعطائهما السخي طيلة رحلة العمل السياسي وإننا اليوم إذ نتذكرهما بالدعاء، فإن ذلك ليس سوى قدر ضئيل من العرفان والوفاء لما قدماه طيلة حياتهما من أجل أبناء وطنهما والأمة الإسلامية جمعاء، وليس هناك بالطبع أفضل من أن نغتنم الفرصة في هذا اليوم الطيب المبارك وما يتخلله من طاعات وعبادات للدعاء لفقيدينا الغاليين· وإننا إذا نتذكر أيضا فقيدينا الغاليين -رحمهما الله- فإننا أحوج ما نكون إلى استذكار درب الخير والعطاء الذي سارا عليه واتخذا منه منهجا، فكان الحب الذي سكن القلوب وتسلل إلى وجدان شعبهما وشعوب الأمة الإسلامية قاطبة، هو خير دليل وبرهان على نبل رسالة الفقيدين وما قدماه من عطاءات إنسانية وما امتدت به أياديهما البيضاء التي يشهد لها الجميع بأنها لم تفرق ذات يوم في عطائها بين المحتاجين من أبناء الأمة الإسلامية·
وإذا كان يوم عرفات هو مناسبة للوقوف مع النفس لما يتضمنه هذا اليوم العظيم من عبر وعظات، وما ينطوي عليه من تكريس لقيم المساواة والتواضع والخشوع والخضوع والاستكانة للرحمن، وإخلاص العمل لله وإفراده بالعبادة، فإنه أيضا يوم المغفرة والرحمات التي تتنزل على عباد الله المخلصين، وفي هذا اليوم المبارك، ندعو الله عز وجل أن يوفق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وولي عهده الأمين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأن يوفق دولتنا الحبيبة كي تحقق ما نصبو إليه جميعا من رقي ونماء·
عن نشرة أخبار الساعة
الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
www.ecssr.ac.ae