عندما تشاهدون وقوف الحجيج في جبل عرفات من الظهـر وحتى غروب الشمس من شتى أنحاء العالم، فمنهم الأبيض والأسود والغني والفقير والمدير والخادم والسائق لا فرق بين عربي وعجمي ولا أبيض وأسود، الكل سواء عند الله تعالى، وكيف يتجردون من ملابسهم وهم بهذه الملابس البيضاء، فهذا كله يذكرنا بالكفن الذي نلبسه ونحن نغادر هذه الدنيا الفانية، وننتقل إلى الحياة البرزخية، ويذكرنا أيضاً بالآخرة يوم الحشر الأكبر، ونحن نقف أمام الله الواحد الأحد·
فكما هو معلوم، الحج عرفة، فكم يكون الشيطان حقيراً في هذا اليوم المبارك والمسلمون يدعون الله الواحد الأحد ولا يدعون غيره· وهـذا يعلمنا التوحيد الخالص توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، لا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف· والرسول عليه الصلاة والسلام يقول خير ما قلت أنا والنبيون قبلي: ''لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير''· يعني في هذا اليوم، إن شاء الله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً·
ونحن المسلمون نصوم في يوم عرفة، فصيام هذا اليوم المبارك يكفر ذنوب سنة قبله وذنوب سنة بعده، كما أخبرنا الصادق المصدوق عليه السلام·
وعلينا بكثرة الدعاء في هذا اليوم وهذا يعلمنا أن الله وحده هو الذي يستجيب الدعاء ويجب علينا الابتعاد عن الشرك بأنواعه الأكبر والأصغر والبدع الموجودة للأسف فكل بدعة ضلالة وأيضاً الابتعـاد عن المعاصي والبدعة أشد من المعاصي··· والله المستعان·
خالد يوسف الدشتي- عجمان