قبل أن يجف الحبر الانتخابي البنفسجي من الأصابع العراقية، التي ساهمت في العملية الانتخابية في الخامس عشر من ديسمبر،2005 بدأت عملية الصراع ولا زالت مستمرة للاستحواذ والحصول على أكبر عدد ممكن من الكراسي البرلمانية والوزارية· حيث يستقتل البعض من أجل الحصول على المناصب في الحكومة الجديدة، أما البعض الآخر فلا يريد الحصول على أقل من رئاسة مجلس الوزراء مهما كلفه الثمن الوطني والسياسي والحزبي، والبعض الآخر لا يقبل إلا بالحصول على الوزارات السيادية المهمة··· إلخ· إن عملية الصراع على المقاعد البرلمانية والحقائب الوزارية، والتي لا يعرف متى ستكون نهايتها، يطلق عليها العراقيون للتندر ''مرحلة العراك من أجل الكراسي''، لا من أجل الاستقرار والأمن والأمان، وتوفير الخدمات الحياتية الضرورية للمواطن العراقي، وبناء الوطن وإعماره واستقلاله·
فمتى يتحول الصراع السياسي والفكري والحزبي إلى عمل بناء من أجل وحدة الوطن العراقي وترسيخ سيادته واستقلاله الكامل، لا من أجل تفكيكه وتقسيمه، وحصولكم على المزيد من المناصب والمراكز الحكومية والبرلمانية والحزبية؟ ومتى يتحول الصراع السياسي إلى حالة وطنية إيجابية، تسعى من أجل الوصول الى مرحلة الشفافية والتعددية والانفتاح على الآخرين، وصولاً الى مرحله التحول الديمقراطي والقبول بتبادل السلطة سلمياً، بدلا من اللجوء الى وسائل العنف والتهديد والقتل وحرق مقرات الأحزاب السياسية المناضلة ضد الديكتاتورية الصدامية بالأمس وإرهاب وظلامية وتخلف اليوم؟ ومتى يتحول صراعكم من أجل تشغيل أفواج العاطلين عن العمل، وتحقيق الحياة الحرة الكريمة لهم ولعوائلهم وعموم بنات وأبناء الشعب العراقي، والعمل على دحر كل أشكال الإرهاب والإرهابيين، والقضاء على الفساد والمفسدين والجريمة المنظمة وكل من يقف وراءهما؟ ومتى ومتى···· والأسئلة تطول، ولكن ليس هناك من يجيب عليها·
حمزة الشمخي - كاتب عراقي