العلة بين المواطن والكمين
أعجبني كثيرا مقال الدكتور حسن حنفي ''يا مصر··· كم لك من حدود؟'' (الاتحاد، السبت 7 يناير 2006)، وفيه يصور مأساة الإنسان العربي المعاصر مع الحدود التي مزقت وطنه وأيضا مع السلطات المحلية التي عاملته ككائن مشبوه يستلزم الحذر! فمن سافر عبر مطارات الدول العربية أو حدودها البرية سيشاهد كم من الإذلال يمكن أن يتعرض له عند البوابات الجوية والمنافذ البرية لهذه الدول، بل قد يدرك أحيانا أنه أسعد حظا من مواطني الدولة ذاتها العائدين عبر تلك المنافذ، مع أنه قد يلاقي عنتا كبيرا في الدخول، بيد أن الأجانب يحظون بتسهيلات لدخول الدول العربية في معظمها! تلك هي المفارقة التي يلقي مقال الدكتور حسن حنفي ضوءا جريئا وكاشفا على مظاهرها وأبعادها، مشيرا إلى حجم المعاناة التي يقاسيها المواطن العربي أو المسلم في منافذ الدخول المصرية، مقابل ما يلقاه الأجانب من ترحيب وسعة صدر، بحجة الحرص على تنمية الحركة السياحية في البلاد! إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالمواطن المصري العائد من الخارج يتلقى ما يتلقى من مصاعب في المطارات، لكنه يتلقى أضعافه عند حدود المحافظات الداخلية، في نقاط التفتيش التي أقامها المستعمر الإنجليزي في القرن التاسع عشر، ولازال على المصريين في القرن الحادي والعشرين أن ينزلوا من القطار في عز الحر أو في قيظ الشتاء، ليخضعوا للتفتيش عندها، فهل هم محل شبهة أم شك، أم هم مطلوبون مفترضون على الدوام؟!
يقول الدكتور حنفي: ''القضية تكمن أساسا في الحدود الداخلية··· في الانتقال من الوادي إلى الصحراء، ومن الشرقية إلى سينا··· فقبل كل مدينة يوجد كمين، لفحص الركاب وحقائبهم··· مقابل ذلك يدخل الأجانب بلا تأشيرات!''· وهنا فعلا تكمن العلة، أي في العلاقة الاستثنائية بين المواطن والكمين!
إبراهيم أبو العينين- القاهرة