يا له من إرث
في مقاله ''الإرث المأساوي لحرب العراق'' المنشور في وجهات نظر يوم الإثنين 9 يناير الجاري، تحدث الكاتب باتريك سيل عن بعض مظاهر الإخفاق الأميركي في حرب العراق من وجهة نظره، وعما جرته هذه الحرب غير المبررة على منطقتنا العربية من كوارث إقليمية من جهة أخرى· وفي رأيي الخاص أن الغرض من هذه الحرب كان أساساً دعم موقع ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وليس تخليص العراقيين من الطاغية صدام، أو حتى جلب الديمقراطية إلى المنطقة، أو مواجهة الإرهاب في الشرق الأوسط بدل مواجهته في أميركا نفسها كما يرفع الآن الأميركيون شعارات جوفاء من هذا القبيل·
إن أميركا خاضت هذه الحرب واحتلت العراق من أجل أهواء وأطماع أميركية صرفة وهذا هو التفسير الوحيد للحرب الذي يمكن اعتباره منطقيا لأن الولايات المتحدة ليست إصلاحية أو جمعية خيرية حتى تأتي لكي تخلص العراقيين من طغيان صدام، أو لكي تنشر الديمقراطية والحريات الفردية في الشرق الأوسط الكبير· لأن من يصدق مثل هذا الادعاء يكون كمن يكذب على نفسه· إن عبارات معسولة مثل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وغير ذلك من الكلمات المفرغة من معناها الحقيقي هي بمثابة الرقاقة الحلوة التي يراد لنا أن نبتلع معها علقم الاحتلال الأميركي للعراق والنفوذ المتواصل للدولة العظمى الوحيدة في منطقتنا الشرق أوسطية، ولكن هيهات، فلن ننخدع بهذه الادعاءات، فأميركا لا تريد إلا مصالحها ومصالحها فقط، ولتذهب بعد ذلـــك الديمقراطية إلى الجحيم·
منصور زيدان- دبي