أعتقـــد أن هنالـــك ظاهرة جديدة على ثقافتنا العربية وأن علينـــا أن نبذل معـــــا جهــــودا متواصلة لتخليص بعــــــض المتورطيـــن فيها من أخطائهم، وأعنــــي هنــــا تحديدا ظاهــــرة الخطــــف· ففـــــي العراق يندر أن يمـــــر يــــوم دون أن تظهـــــر علـــــى شاشـــــات الفضائيات عناصـــــر إحــــدى المجموعات لتعـــــلن عن خطــــف هــــذا الأجنبي أو ذاك ولتقـــــول إن شروطهــــا لإطــــلاق سراحـــــه هـــــي كــذا وكـــذا مـــن الشـــــــروط التعجيزيــــــة، وإلا فإنهــا ستقتله·
وفي اليمن نسمع من حين لآخر عن خطف سائحين أجانب، وهو ما يؤثر بكل تأكيد على حركة السياحة في اليمن الذي يعد واحدا من أجمل بقاع العالم وأكثرها مصادر جذب سياحي ولكن لأن الخطف يحدث هناك من حين لآخر فإن عدد السياح الأجانب الذين يتجهون إلى اليمن لا يكاد يذكر نتيجة خشيتهم من الخطف وهذا يؤثر بكل تأكيد على الاقتصاد اليمني الذي تتسرب منه مليارات الدولارات التي كان يفترض أن تدخل إليه وتمر عبر دورته الاقتصادية· وفي غزة أصبحنا نسمع من حين لآخر أيضا عن خطف أشخاص أجانب، بل إن بعضهم من الناشطين من أنصار القضية الفلسطينية الذين جاءوا خصيصاً لمناصرة شعبنا الفلسطيني، فهل يكون جزاء الإحسان أن نختطفهم ونروعهم ونروع ذويهم؟ ألا يسيء هذا لعدالة قضايانا، ويقلل بالتالي من عــدد من هم مستعدون لمناصرة حقوقنا المشروعـــة؟
وعلـــى العمـــوم فإن على الفقهــاء ورجال الدين أن يرفـــعوا صوتهم عاليا لكـــي يقولـــوا للناس حكم الإســـلام فـــــي من يقـــوم بهـــذه الأعمـــال المشينـــــة التي تســـيء إلـــى مجتمعاتنا ودولنــــا وديننــــا وثقافتنـا·
متوكل بوزيان- كاتب مغربي