الإسلام بريء من الإرهاب
في مقاله المنشور على صفحات ''وجهات نظر'' يوم أمس الجمعة تطرق يوسف إبراهيم إلى مسألة الإرهاب وعلاقتها بالإسلام مشيرا إلى بعض التيارات الإسلامية المتشددة التي يمكنها أن تشكل أرضية مواتية لنمو أفكار متطرفة تكون بمثابة المحفز لارتكاب أفظع الجرائم باسم الإسلام· لكني أود أن أقول للكاتب إن الإرهاب كظاهرة عالمية لم تبرز أول ما برزت في المجال الإسلامي، بل ظهرت في دول أخرى وثقافات غير إسلامية· وفي أميركا نفسها هناك ميلشيات مسلحة تحارب الحكومة الفيدرالية قامت بتفجير مبنى حكومي في أوكلاهوما سيتي أودى بحياة المئات من الأبرياء· إنني عندما أورد هذه الأمثلة لا أقصد تبرير الإرهاب أو التماس الذرائع والأعذار، بل أريد فقط أن أدفع التهمة التي تجعل من الإرهاب خصوصية إسلامية· في تعريف الإرهاب دائما ما يشار إلى الأسباب والبواعث السياسية باعتبار أن العنف موجه ضد أطراف معينة بهدف تحقيق أهداف سياسية محددة· لذا يتعين علينا ونحن نحلل ظاهرة الإرهاب استحضار العوامل الخارجية والمظالم التي تقع على المسلمين وتدفع بعضا منهم إلى سلوك طريق التشدد في الرد على ما يرونه ظلما أنزل عليهم· ولا أعتقد أن أحدا ينظر إلى العالم الإسلامي اليوم، خصوصا ما يجري في فلسطين والعراق وأفغانستان دون أن يلفت انتباهه هذا التركيز غير العادي والمثير للريبة على العالم الإسلامي وشن الحروب المدمرة ضد شعوبه وفوق أراضيه· فالتحيز الأميركي السافر لصالح إسرائيل وتبنيها لمواقفها، بل الدور الغربي عموما في زرع الكيان الصهيوني داخل الجسم العربي يؤدي إلى تأجيج مشاعر عدائية ضد الغرب·
لكن الإرهاب أيضا يجد له تبريرا في الخطاب الديني المتشدد الذي بقي متكلسا لعهود طويلة دون أن يطرأ عليه تجديد في أنساقه بما يفرضه التطور الحاصل في العلوم الإنسانية· وبدلا من المذاهب والتيارات المتشددة التي تفرخ فكرا متطرفا نحن اليوم في حاجة إلى إسلام جامع يحفظ المقاصد الكبرى للدين الحنيف التي تهم المسلمين كافة والتوقف عن الخلافات المذهبية التي تفرق أكثر مما تجمع·
عمر عبدالحكيم- دبي