رجل غيابه سلام
توقع ويليام فاف أن يحدث غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الذي أصيب بجلطة دماغية حادة تهدد حياته، ''تغييرات دراماتيكية هائلة''، إلا أن الكاتب يقدم في المقال نفسه ''إسرائيل الكبرى··· هل تحققها سياسات ما بعد شارون؟'' (الاتحاد، 11 يناير 2006) صورة لشارون لا تخدم ذلك التوقع المتشائم حول مستقبل المنطقة في غيابه، إذ يعتبره صاحب سيرة عسكرية دموية، منذ حرب عام 1948 وفي الحروب التي تلتها، حيث نفذ الكثير من أعمال الحرب والعدوان التي عززت وجود إسرائيل ''دون أدنى رحمة أو شفقة''··· فهل يمكن لرجل وراءه ذلك التاريخ المرهق أن يضطلع بدور في تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين؟! خلافا لويليام فاف، فإني أرى أن منطقة الشرق الأوسط، في مرحلة ما بعد غياب شارون، يمكن أن تشهد فرصا أفضل لصالح السلام وتدعيم التسوية التي أطلقتها أطراف النزاع العربي الإسرائيلي منذ مطلع التسعينيات، ثم تعطلت بسبب ظهور رجال متطرفين مثل نتنياهو وشارون في مواقع متقدمة من المسرح السياسي· ذلك أن الشعب الإسرائيلي الذي تضرر من سياسة اليد الحديدية التي اتبعتها قيادته مع الشعب الفلسطيني، ربما أصبح الآن أكثر نضجا لقبول السلام، أما الجانب الفلسطيني فلم يكف عن إظهار استعداده الحقيقي للعمل من أجل سلام دائم ومشترك، لكن يجب أن تتوفر القيادة الإسرائيلية التي تؤمن بالسلام وتسعى إليه·
ولعل في الظروف العربية الحالية ما يشجع بقوة على انتهاج سياسة من ذلك القبيل في غياب رجل الحرب شارون، كما أن موقف الراعي الأميركي قد يدفع هو أيضا في ذلك الاتجاه ويشجعه·
من هنا فلن يستتبع غياب شارون أية تداعيات دراماتيكية، وإنما سيخلق ظروفا أكثر استقرارا وملاءمة للسلام والعيش المشترك في منطقتنا·
هاني عبدالجبار- عمّان