الفخ يطبق على إيران والتاريخ يعيد نفسه في إسرائيل؟
آخر تطورات الصراع على الملف النووي الإيراني، والمسارات المفترضة لمرحلة ''ما بعد شارون''، وتفشي وباء أنفلونزا الطيور في تركيا، وما يعنيه ذلك أوروبياً، موضوعات ثلاثة نضعها تحت دائرة الضوء، في جولة سريعة في الصحافة الفرنسية·
الفخ الإيراني: صحيفة لوموند كتبت افتتاحية بهذا العنوان خصصتها لتحليل آخر تطورات الملف النووي الإيراني، مؤكدة أن ''ملالي'' طهران سجلوا مؤخراً نقطة في الحساب بإقدامهم هذا الأسبوع على التنكر لتعهداتهم السابقة حين قرروا إزالة أختام بعض المنشآت والمرافق النووية· ومع أن خطوة كهذه لا تمنعها -في حد ذاتها- قوانين منع الانتشار ولوائح المنظمة الدولية للطاقة الذرية -بشرط أن تكون لأغراض سلمية- إلا أن الدول الغربية لديها من الشكوك الآن ما يكفي للاعتقاد بأن غاية طهران استئناف تخصيب اليورانيوم لأغراض غير سلمية تماماً· ووصول الوضع اليوم إلى مثل هذه الحالة يؤشر بكل تأكيد لإخفاق الرهان الأوروبي بإمكانية تحقيق إنجاز دبلوماسي مع إيران يجعل توجيه ضربة استباقية إليها -أميركية أو إسرائيلية- أمرا غير ضروري· فالتعهدات التي أعطيت لدول الترويكا الأوروبية منذ شهر نوفمبر 2004 أثبتت في كل مرة أنها كلام لا يتبعه عمل جاد، وكأن غرض طهران منه تجريب مدى جدية الأوروبيين وعزمهم فيما يخص هذا الملف· ولم يقتصر الأمر -تقول لوموند- على النكوث بالتعهدات، بل لعب حكام طهران على ورقة إيجاد انقسام بين الدول الكبرى، والنيل من ''وحدة المجتمع الدولي''، باستغلالهم أوراق الضغط المتوفرة لديهم على روسيا والصين· فمع أن روسيا عرضت تخصيب اليورانيوم الإيراني بمعرفتها إلا أن الطرف الآخر ضن عليها بجواب بالقبول أو حتى بالرفض· وتنهي لوموند افتتاحيتها بأن على الأوروبيين أن يتجلدوا أكثر وأن يردوا على التحدي الإيراني بطريقة تجعل طهران تفهم مدى تصميم الدول الأوروبية، وتجعلها أيضاً تشعر بأن طوق الفخ قد أحكم عليها الآن بشكل جدي وخطير· وفي صحيفة لوفيغارو كتب برنار ديبريه مقالا بعنوان ''يجب فرض حصار على نظام الآيات في طهران''، شبَّه فيه التحدي تطرحه إيران الآن على الديمقراطيات الغربية بذلك الذي طرحته ألمانيا قبيل الحرب العالمية الثانية، مع فارق بسيط هو أن احتمال نجاح طهران في اكتساب أسلحة نووية أقوى· ويدعو الكاتب الغرب إلى استجابة أكثر جدية، وليس بالضرورة أن تصل إلى حد اللجوء إلى الحرب· وهو نفس الطرح الذي نجده في مقال بيير لولوش في لوفيغارو، مع التركيز على الخطر الذي تمثله إيران على الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، وخاصة على الدول العربية المعتدلة، وعلى تركيا الحليف الأطلسي للدول الغربية·
ما بعد شارون: في مجلة لونوفل أوبسرفاتور جاء ملف عدد هذا الأسبوع عما بعد شارون، وكتب رئيس التحرير جان دانييل افتتاحيته بعنوان ''شارون، الرجل، المصير، الإرث''، وقد ناقش فيه تداعيات الغياب، المرتقب، لشارون عن المشهد السياسي الإسرائيلي والشرق أوسطي وآثار ذلك، على عملية السلام، وعلى اصطفافات الأحزاب الإسرائيلية· ويرى الكاتب أن شارون الذي أمضى حياته كلها في الحروب، أو بالأحرى في ''الحرب'' -لأنه يعتقد أن ما يسميها ''حرب الاستقلال'' الإسرائيلية ما زالت مستمرة- هذا الرجل أعطى انطباعا غريبا خلال السنتين الأخيرتين بأنه بصدد التغيير الجذري لقناعاته، إذ يبدو وكأنه اقتنع أخيراً بأن ثمة طرقا أخرى غير الحرب للحفاظ على ''يهودية'' الدولة الإسرائيلية، وفي مقدمة ذلك طبعا بناء الجدار العازل، والانسحاب من جانب واحد للتخلص من الكتل السكانية الكبيرة غير اليهودية· أما الإرث السياسي الذي يتركه شارون اليوم فهو -حسب دانييل- يسمح لمن سيخلفونه بأن يسيروا في أي اتجاه يريدونه ابتداء من الاستمرار في العملية السلمية مع السلطة الفلسطينية، وانتهاء بالتنكر لها وإدمان العمل من جانب واحد، كما فعل شارون· وفي صحيفة لوفيغارو عنون ألكسندر أدلر مقاله الأسبوعي ''ثلاثة أسئلة حول مستقبل إسرائيل''· ويتساءل، أولا، هل سيمثل اختفاء شارون نهاية لمشروعه السياسي؟ ويرجح الإجابة بـ''لا''· ويتساءل أيضاً: هل سيستمر بعد اليوم التفكير في إخلاء بعض مستوطنات الضفة الغربية؟ ويرجح استمرار ذلك لأسباب داخلية تتعلق بإسرائيل· وأخيرا: هل يستطيع وريث شارون المؤقت إيهود أولمرت تحقيق شيء على طريق السلام؟ ويجيب: بكل تأكيد ''لا''· وفي عدد ''لونوفل أوبرسرفاتور'' نفسه نقرأ كذلك مقابلة أجراها جان بول ماري مع عبدالحليم خدام، أورد فيها معلومات وتفاصيل كثيرة تكشف أن الرجل ما زال يحتفظ بالكثير الكثير مما يستطيع قوله· وفي صحيفة ليبراسيون كتب جاك أمالريك مقالا ينطق عنوانه بكل شيء: ''مأساة نتانياهو''، يعقد فيه مقارنة بين الوضع الإسرائيلي الآن والوضع منتصف التسعينيات بعيد مقتل رابين، مبرزا الكيفية التي استفاد بها نتانياهو من الوضع الأول، والمخاوف من أن يستفيد أيضا من الوضع الراهن، ليعيد ''التاريخ'' نفسه مرة أخرى في إس