خطط التنمية الشاملة في الدولة تتكامل وفق رؤية وطنية ثاقبة وعميقة، تستشرف الآفاق لترسم ملامح مستقبل أكثر إشراقا من الحاضر، الذي تشهد صروحه على ما تحقق من إنجازات، وما وصلت إليه مسيرة الخير من تقدم وازدهار·
في إطار هذه الرؤية تأتي خطة إنشاء ميناء ومنطقة صناعية في الطويلة على الطريق بين مدينتي أبوظبي ودبي، بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وبمتابعة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الذي أكد تصريحه بهذه المناسبة الأهمية الحيوية لهذا المشروع في تطوير القطاعات الاقتصادية والصناعية والسياحية لمواكبة الطفرة الاقتصادية الهائلة التي تشهدها الدولة بفضل القيادة الرشيدة لصاحب السمو رئيس الدولة·
ومن شأن هذا المشروع الضخم، الذي يتوقع أن تستغرق مرحلته الأولى نحو خمس سنوات، تعزيز النهضة الاقتصادية وخدمة اقتصادنا الوطني بوجه عام واقتصاد أبوظبي بصفة خاصة ودفع عجلة النشاط التجاري فيها قدما صوب آفاق أوسع وتوفير فرص استثمارية ضخمة وفرص عمل جديدة للمواطنين، انطلاقا من حرص القيادة الحكيمة على توسيع قاعدة المشروعات الاقتصادية والصناعية الواعدة ذات المردود الاجتماعي، وترسيخ التقدم والازدهار، وإبراز مكانة الدولة على الساحة العالمية وتدعيم مقوماتها التنافسية على أسس متينة لها سمة الاستمرار والاستقرار، في ظل اقتصاد عالمي قوامه المنافسة الشديدة حتى يكاد لا يقوى على البقاء فيه سوى الأقوياء·
ومنذ قيامها شهدت دولتنا الفتية معدلات نمو اقتصادي، لم تتحقق في كثير من المجتمعات المتقدمة والنامية على السواء، بفضل السياسات الرشيدة التي قامت على توظيف عائدات النفط في تلبية احتياجات المجتمع والارتفاع بمستوى معيشته، ووضعه في مكان بارز على خريطة التقدم البشري عالميا، ولذلك عرفنا في عصر الإنجازات توجيه الاستثمارات الضخمة إلى قطاعات الخدمات كتشييد المدن الجديدة وتعبيد الطرق وإنشاء المدارس الحديثة والمستشفيات، وكثير غيرها من مشروعات البنى التحتية التي لا يمكن لمسيرة التنمية الشاملة أن تمضي بدونها· وانعكس ذلك كله على مستويات المعيشة حتى أصبح متوسط دخل الفرد في بلادنا الغالية من أعلى المستويات في العالم، وباتت دولتنا عنوانا لقهر الصحراء وتحدي المستحيل وبناء الإنسان العصري المتمسك بقيمه وأصالته وتراثه في زمن قياسي·
وعلى ذات الدرب جاءت خطة المشروع الجديد ليكرس الخصوصية التي تتميز بها دولة الإمارات وطبيعة اقتصادها القائم على مبدأ الحرية وتيسير كافة السبل أمام المستثمرين للنهوض بدورهم القيادي في دفع عجلة الإنجازات الباهرة واستكمال الهياكل والركائز الاقتصادية الأساسية·