''جاي يكحلها·· عماها!''·· مثل شعبي معروف في الخليج، وربما في بعض الدول العربية الأخرى·· لا أدري لماذا تذكرته عندما قرأت حكاية المرأة البلجيكية ''موريل ديجوك'' البالغة من العمر 38 عاما، والتي سجلت اسمها في قائمة الإرهابيات كــأول امـرأة أوروبيــة تقـــوم بعمليـــــة انتحاريــــة فـــي العراق·
وقصة ''موريل'' كان من الممكن أن تكون قصة تدرس في مدارس بلجيكا للأطفال، بل ربما كانت تصلح لفيلم سينمائي، وعمل دعاية لنشر القيم الإسلامية السمحة في أوروبا، لو أنها توقفت عند طريق الهداية التي اهتدت إليها، ولم يضحك عليها جاهل متخلف من جماعة التنظيم الشيطاني ''القاعدة''، فيقنعها بأنها سوف تحشر مع أنبياء الله، لو أنها ربطت وسطها بحزام ناسف وانتحرت وسط الآخرين!؟
فالفتاة كانت منحرفة، تسكر وتتناول المخدرات·· وبقيت على هذا الحال إلى أن التقت بشاب جزائري مسلم، على درجة عالية من التقدير والاحترام، وبمعرفة كبيرة بكيفية تقديم هذا الدين العظيم، باللين والحسنى والحوار المقنع· اقتنعت ''موريل'' بهذا الشاب المتحضر، وبطريقة تقديمه للإسلام، فأسلمت وارتدت الحجاب وتركت حياة الفسق والمجون والمراقص، وابتعدت عن الكحول والمخدرات·· وفرح جميع أفراد عائلتها، وخاصة والدتها بهذا التحول الرائع في حياتها·
ولكن، ''يا فرحة ما تمت''·· فبعد فترة من الزمن تلقفها شيطان جاهل، وكان لا يفقه من الإسلام إلا تطويل اللحية وتقصير الثوب وتكفير الآخرين·· فأغواها ودمر كل ما بناه ذاك الشاب الجزائري الملتزم، وأقنعها بأن الإسلام ليس ذاك الذي تعلمته على يديه، بل ما يجب أن تتعلمه وتتبعه من شياطين ''القاعدة''!
وبدأ الإرهابي الذي كان معروفا لدى الشرطة البلجيكية بأنه متطرف، عملية غسيل دماغ شاملة للفتاة المسكينة ''موريل''·· ولأنه كان عاطلا عن العمل، وكان يتلقى أموالا من أعوانه من جماعة ''القاعدة''، قام بتسجلها في قائمة العاطلات اللواتي يتلقين الإعانة من الحكومة·· وشيئا فشيئا بدأت حياة ''موريل'' تتبدل·· وبدلا من أن تكون للآخرين مصدر إلهام ونور وتحبب للإسلام، كما كانت عند بداية دخولها الإسلام، صار الجميع ينفر من تصرفاتها الشاذة·· فقد بدأت تضايق والديها وجيرانها وتطلب منهم أن يقوموا بأفعال غريبة على جميع الأديان السماوية، وإلا فإنها تقوم بتكفيرهم وإدخالهم نار جهنم!·· الشاب المسلم الذي ساهم في هداية ''موريل'' قدم الإسلام في صورة حضارية رائعة·· أما الشيطان ''القاعدي'' الذي حولها إلى متزمتة فقد أساء لصورة الإسلام وشوهها··
وجاءت حرب تحرير العراق، فأقنعها الإرهابي بتناول الطعام مع الأنبياء والمرسلين، والاستمتاع بالعيش مع الحور العين في جنات الفردوس خالدا مخلدا·· وهي الجملة التي يقنع بها الإرهابيون من أمثال ''أيمن الظواهري'' و''أسامة بن لادن'' و''أبومصعب الزرقاوي''، السذج من أبناء المسلمين للدفع بهم إلى الانتحار··
وافقت ''موريل'' على الفور، فأخذها زوجها الإرهابي إلى العراق عبر دولة مجاورة، وهناك ربط وسطها بحزام ناسف، ثم أمرها بتفجير نفسها بالقرب من أي هدف عسكري·· ففجرت ''موريل'' الحزام قرب أحد الجنود الذي أصيب بجراح طفيفة، وتقطع جسدها من شدة الانفجار، وماتت منتحرة والعياذ بالله·
السؤال الذي لم أجد له إجابة إلى هذه اللحظة هو: لماذا يرفض ''الظواهري'' و''بن لادن'' و''الزرقاوي'' تناول الطعام مع الأنبياء والمرسلين والتمتع بحور العين؟·· ولماذا يمنحون هذه الهدية الثمينة لغيرهم من شباب المسلمين البسطاء؟!·· مجــرد ســؤال!