حقيقة شارون
في مقاله المنشور بصفحات وجهات نظر الأحد 15 يناير تحت عنوان ''ما بعد شارون'' كال الكاتب الأميركي ''جيفري كمب'' عبارات الثناء والمديح لرئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون الذي يرقد الآن في غيبوبة بين الحياة والموت في أحد المستشفيات·· فوصفه بأنه قائد قوي لديه قدرة خاصة على الإنجاز اشتهر بها على مدار حياته السياسية، وأنه زعيم لا يوجد مثله في الجانب الفلسطيني الذي يفتقر إلى رجل لديه القدرة على اتخاذ نوعية من القرارات الحاسمة كتلك التي اتخذها شارون· كان المفروض في الكاتب أن يكون متوازنا في طرحه، ولا يدفعه حزنه على شارون الذي لم ينجح في إخفائه إلى التماهي مع الموقف الإسرائيلي بهذا الشكل، ومحاولة إقناعنا بما هو غير قابل للإقناع أصلا· فقدرة شارون على الإنجاز المزعومة لم تكن سوى تلك السياسات البلدوزرية التي كان يفرضها على الفلسطينيين مستغلا قوة جيشه في انتزاع الأراضي، وإقامة المستوطنات غير عابئ باعتراضات الفلسطينيين ولا باعتراضات قوى السلام داخل إسرائيل ولا المجتمع الدولي· إن هذا يسمى فرضا للأمر الواقع بالقوة الغاشمة، ولكننا نجد أن الكاتب يصر على تسميته بالقدرة على الإنجاز التي ينسبها لشارون دون غيره من القادة في الشرق الأوسط· وهو يتمني حسب عباراته أن يكون لدى الفلسطينيين قائد مثل شارون لديه قدرة على الإنجاز، في حين أن ما يقصده في الحقيقة هو أن يكون لديهم قائد لديه الاستعداد لتقديم التنازلات واتخاذ القرارات التي تتنافى مع مصلحة شعبه في سبيل إرضاء الإسرائيليين والأميركيين والقبول بكافة إملاءاتهم· هذا هو ما يريد الكاتب أن يقوله وهو ما حاول تغليفه ببعض العبارات الملطفة ولكنه لم ينجح·
عادل محمود- الشارقة