إيران النووية تربك المنطقة
في مقاله المنشور على صفحات ''وجهات نظر'' ليوم الإثنين تطرق باتريك سيل لموضوع الملف النووي الإيراني والأزمة التي يمكن أن تنتج عن تصعيد طهران لموقفها واستمرار تحديها لرغبة المجتمع الدولي· وكعادة باتريك سيل حاول قدر الإمكان توخي الموضوعية في عرضه للموضوع من خلال توضيحه للموقف القانوني لإيران· لكن الأمر يتجاوز الاعتبارات القانونية ليلامس، بل يغوص في ما هو سياسي· وهو الأمر الذي لم يلتفت إليه باتريك سيل· فإيران عندما شرعت في تطوير قدراتها النووية وتخصيب اليورانيوم كانت تضع نصب أعينها حيازة القنبلة النووية، إذ لا يمكن تصور بلد يزخر بموارد طبيعية هائلة من نفط وغاز طبيعي مثل إيران يسعى لاستثمار أموال طائلة في بناء المنشآت النووية·
وفي الوقت نفسه فإن المناخ الدولي السائد حاليا والقائم على اختلال كبير في موازين القوى، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط ولد لدى إيران الرغبة في امتلاك السلاح النووي· فإذا كانت إسرائيل تملك ترسانة كبيرة من الأسلحة الفتاكة دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً، لم لا تسعى إيران إلى بناء قدراتها الدفاعية، خصوصاً وأن تلك الأسلحة تكون في الغالب ذات طبيعة ردعية ولا يتم استعمالها قط كما كان الحال عليه بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة· غير أنه في المقابل ستسفر حيازة إيران للسلاح النووي عن مزيد من تعقيدات الوضع في الشرق الأوسط، وستضع المنطقة على شفير سباق تسلح نووي لا يعلم أحد مداه، ومن ثم فإن إيران النووية ستربك الشرق الأوسط وستزيده اضطراباً على اضطرابه الموجود أصلاً·
حسام عمر- الشارقة