فقدت الكويت برحيل الشيخ جابر الأحمد الصباح أحد بُناتها البررة العظام، وهي لعمري خسارة كبرى عامة، لكنها أيضا خسارة شخصية كبرى بالنسبة لكل الكويتيين الذين شكل الراحل حقبة مهمة من حياتهم الخاصة ومن تاريخ البلاد المعاصر· كما أن وفاته تعني خسارة أخرى لمنطقة الخليج العربي لجهة الدور الذي لعبه في قضايا المنطقة وكأحد المؤسسين الأوائل لمجلس التعاون الخليجي والذين حرصوا على الدفع بتلك التجربة الاندماجية نحو آفاق جديدة من توثيق الصلاة الأخوية وتوسيعها بين دول المجلس·
ولعله ما من أحد إلا ويتذكر تلك الشخصية الوطنية الشجاعة والحاسمة التي أبانت عنها لدى الشيخ جابر الأحمد محنة الغزو العراقي للكويت، حيث خاطب العالم بإصرار وتصميم على إعادة الشرعية وخروج الاحتلال، رافضا أي مساومة أو رضوخ لشروط النظام البعثي البائد في بغداد حينذاك، وحقق بفضل جهوده وجهود إخوانه قادة الخليج، وبما له من مكانة واحترام على المستوى الإقليمي والدولي، ما وعد به شعبه من تحرير وإنهاء للاحتلال الغاشم، فكان الكويتيون على موعد مع النصر في يوم مشهود من أيام التاريخ·
قبل الغزو وبعد التحرير، نجح الشيخ جابر في بناء دولة عصرية ذات بنى تحتية متطورة، وحقق الازدهار والرخاء الاقتصادي لصالح الكويتيين، وتحـول البترول على يديه إلى نعمة عامة يرفل فيها أبناء البلد، وعـزز أجواء الانفتاح الديمقراطية وحرية الرأي، واستؤنفت فـي عهده الحياة النيابية التي تعد رائدة داخل المجال الخليجي، كما توطدت المكانة الدولية للكويت وعلا صيتها وزاد احترامها بين الأمم··· فرحمة الله عليك يا أمير الوطنية والبناء والسماحة·
سهيل مبارك- أبوظبي