الإسلام دين الرحمة والإنسانية
تحدث الأستاذ عبدالله رشيد في مقاله المعنون ''جاي إكحلها اعماها'' عن قصة إنسانية مؤثرة جدا لفتاة غربية هداها الله إلى نور الإسلام ولكن شخصاً متطرفا ضللها ودفع بها إلى أن تموت منتحرة في العراق· والدرس الذي يمكن استخلاصه من هذه الواقعة العجيبة هو أن المتطرفين يسيئون إلى الدعوة الحقيقية إلى دين الإسلام السمح· فماذا ستكون مشاعر ذوي هذه الفتاة وهم يرون النهاية الدموية التي انتهت إليها ابنتهم بعيدا عن وطنها ومنتحرة بطريقة بشعة ولاإنسانية بكل المقاييس؟ وكيف ستكون مشاعر صديقات هذه الفتاة في الغرب وهن اللواتي رأين كيف قوم الإسلام سلوكها وزكَّى أخلاقها في البداية عندما كانت في بلادها بلجيكا، ثم كيف ''اختطف'' هدايتها ذلك الإرهابي المجرم وزج بها في أتون أعمال الإرهاب الأهوج الأعمى في العراق·
إن ما يلزمنا كمسلمين بصراحة شديدة هو أن نبرأ إلى الله من ممارسات هؤلاء الإرهابيين الذين يختطفون سمعة ديننا الحنيف ويشوهون سمعة حضارتنا وثقافتنا حيث بات العربي المسلم ''مشبوهاً'' مع وقف التنفيذ حتى تثبت براءته في مختلف المجتمعات الغربية والشرقية على حد سواء· ولذا فعلينا كشعوب -قبل الحكومات- أن نوصل رسالة ديننا الحقيقية إلى العالم، وهي أنه دين الخير والإنسانية والرحمة وعمارة الأرض وحسن التعايش فيها مع غيرنا، وليس ديننا أبدا دين العنف والإرهاب والقتل والتفخيخ· لقد نهى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حتى عن قطع الأشجار المثمرة أو التعرض لممتلكات غير المسلمين أو النيل منهم بأي وجه· كما أمرنا القرآن الكريم باللين واللطف والمحبة والعدل وعدم الجور في كثير من الآيات الكريمة، وأمرنا بقوله (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، فأين هذا مما يقوم به الإرهابيون، أراح الله منهم ومن مكرهم السيئ البلاد والعباد؟
عادل محمود- الشارقة