التحولات السياسية المتوقعة في إسرائيل، والتحليلات المتواترة حول الخريطة السياسية في الدولة العبرية، بعيد خروج شارون من الساحة السياسية، تؤكد على أن النهج الأحادي، سيصبح هو الاحتمال الأرجح في تعامل تل أبيب مع القضية الفلسطينية· شارون اتخذ خطوات أحادية، وحاول الترويج لها كتنازلات أو كخطوات نحو الأمام، لكن بدا واضحاً، أن التغييب المتعمد للسلطة الفلسطينية عند أي خطوة جديدة على طريق السلام يؤدي عادة إلى نتائج عكسية·
صحيح أن شارون انسحب من غزة، لكنه نفذ انسحابه بطريقة أحادية، وكأنه لا يوجد ثمة شريك فلسطيني، قادر على تنفيذ أي خطوة تخدم عملية السلام· وبغض النظر عن الشخصية السياسية المرشحة لخلافة شـارون، فإنه لا توجــد مؤشرات تدعو للتفـاؤل، خاصة وأن قوى اليمين المتطرف ستعاود الظهور على الساحة السياسية لتصب مزيداً من الزيت على نار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي· وأود الإشارة إلى أن أولمرت أو بيريز أو بيريتس لن يكونوا أفضل من شارون، فجميعهم يتبنون استراتيجية صهيونية تكرس مصالح الدولة العبرية وتغولها وتبعد بكل الوسائل إمكانية تحقيق الدولة الفلسطينية·
سامح شكري- القاهرة