أثار بعض المحللين السياسيين في الآونة الأخيرة إمكانية حدوث تغير في سياسة إسرائيل تجاه حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' بنهجها سياسة ''الباب الموارب''، والذي يقوم على عدم استبعاد احتمال التعامل مع هذه الحركة فيما إذا قامت بتغيير ميثاقها الذي ينص على القضاء على إسرائيل·
شخصيا، ومع احترامي لكل ما قدمته وتقدمه هذه الحركة من تضحيات جسام دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، إلا أنني أرى أنه ربما قد يكون حان الأوان كي تغير استراتيجيتها وتقوم بحذف البند الذي ينص على القضاء على إسرائيل وذلك لعدة أسباب؛ أولها أنها بذلك ستكون قد انتزعت ورقة مهمة من يد الدولة العبرية التي تقدم نفسها للمجتمع الدولي على أنها الضحية (وكلنا يعلم أنها الجلاد)، وأن ما تقوم به من استفزازات واغتيالات إنما هو بهدف حماية شعبها والرد على ''الإرهابيين''·
وثانيا، وكما يعلمنا التاريخ، ينبغي التحلي بالمرونة وإعادة النظر في السياسات والاستراتيجيات بشكل دوري، ووفق ما تقتضيه ظروف ومتطلبات كل مرحلة، خدمة للمصالح العليا للشعب الفلسطيـي وبعيدا عن الحسابات الفئوية الضيقة· ثم إنه لا ينبغي التراجع إلى الخلف بعد ما تم تحقيقه -تأسيس السلطة والمؤسسات الفلسطينية- وإنما ينبغي أن نبني على ذلك، وأن نظهر للعالم أننا كعرب شعب متحضر يسعى لاستعادة حقوقه وينبذ العنف·
راغب محمودي- الدار البيضاء