على الرغم من كل ما يقال عن أن الحملة التي تقوم بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية ضد البرنامج النووي الإيراني، حملة مدبرة وأن الموضوع سياسي في المقام الأول، وأن الغرض منها هو ضرب إيران في نطاق خطة معدة سلفا باعتبارها دولة من ضمن دول محور الشر الذي كان يضم إلى جانب إيران العراق وكوريا الشمالية قد يكون مفهوما ومنطقيا على اعتبار أن الولايات المتحدة بعد أن قامت بإطاحة نظام صدام، كان من الطبيعي أن تتجه بعد ذلك للجوار المباشر لضرب النظام التالي وهو النظام الإيراني إلا أن السياسة الإيرانية تجاه تلك الحملة غير مفهومة على الأقل بالنسبة لنا نحن الأشخاص العاديين· ولكن مما يبدو لنا أنه وكما قام صدام حسين بسياساته الطائشة بتوفير كافة الذرائع التي مكنت أميركا من استغلالها كغطاء لتوجيه ضربة لنظامه، فإن بعض الأطراف المتشددة في إيران تفعل نفس الشيء حيث لا يكاد يمر أسبوع تقريبا دون أن تخرج على العالم بتصريح جديد يثير ضجة عالمية ويقلل من قدر التعاطف والمساندة التي يمكن أن تحظى بها في مواجهتها مع الغرب· وليس معروفا هل تطلق طهران تلك التصريحات على أساس أن لديها حسابات لا نعرف عنها شيئا، أم أنها تطلقها بدافع الحماس الديني والقومي غير عابئة بحقيقة أنها يمكن أن تدفع بها إلى وضع صعب؟
سمير شتيوي - عمان