Political Science Quarterly:
الاحتلال وحماية المدنيين
قضايا سياسية عدة شملها العدد الأخير من دورية Political Science Quarterly التي تصدر كل ثلاثة شهور عن أكاديمية العلوم السياسية، التي تتخذ من نيويورك مقراً رئيسياً لهــا· وتحت عنـوان '' قتل المدنيين: الأثر المزدوج والانتقام والضرورة في الشرق الأوسط''، كتب ''ميشيل إل· غروس'' مقالاً استنتج خلاله أن الاحتلال والإرهاب يضعان القانون الدولي الإنساني، خاصة مبدأ حماية المدنيين أمام اختبار حقيقي، مشيراً إلى أن حماية المدنيين تثير جدلاً واسعاً في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي؛ فكل طرف غالباً ما ينظر إلى نفسه باعتباره طرفاً متضرراً: الفلسطينيون يشكون من عدم قدرتهم على الرد على الهجمات العسكرية الإسرائيلية فائقة التقنية، بينما يشكو الإسرائيليون -على حد قول الكاتب- من عدم قدرتهم على الرد على الهجمات ''الإرهابية'' بالمثل· ''غروس'' يحاول تفنيد ما يراه ادعاءات فلسطينية تتمثل في أن الضرورة القصوى أوالانتقام من أخطاء إسرائيل في الماضي تبرر ما يسميه بـ''عمليات إرهابية'' فلسطينية، وفي الوقت ذاته يعارض التفسيرات الإسرائيلية القائمة على أن المدنيين الفلسطينيين لا يقتلون عن عمد بل إنهم يقتلون نتيجة آثار جانبية غير مقصودة ناجمة عن عمليات عسكرية لا مناص منها· الكاتب، وهو أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حيفا الإسرائيلية، أشار إلى أن تل أبيب تتمتع بميزة تتمثل في أن الإرهاب لا مكان له في النظام الدولي الراهن، في حين يتقبل هذا النظام الخسارة الفادحة التي يتعرض لها المدنيون جراء العمليات العسكرية· وعن سياسة أميركا الخارجية، وتحت عنوان ''في الولايات المتحدة التي نثق بها: الهيمنة الأميركية والتعاون العالمي''، كتب ''أندرو كيد'' -أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد- مقالاً استنج خلاله أن سياسات الهيمنة القائمة على وجود تهديدات حقيقية أصبحت محور سياسة بوش الخارجية، غير أن التعاون الدولي الذي اتسمت به سياسة واشنطن الخارجية إبان الحرب الباردة يظل مهما لأميركا في الوقت الراهن·
وعن انتصار السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة على السلطة التشريعية (الكونجرس)، وتحت عنوان ''الرقابة البرلمانية: انتصار الجناح التنفيذي لديك تشيني''، تطرق ''بروس مونتجومري'' إلى أن ثمة معركة قانونية خاضها مكتب المحاسبة العام في أميركا ضد البيت الأبيض من أجل الحصول على معلومات تفصيلية تخص مجموعة العمل المسؤولة عن برنامج الطاقة الوطني، وهي مجموعة يترأسها ديك تشيني ناب الرئيس الأميركي· الكاتب، وهو أستاذ مساعد بجامعة كلورادو الأميركية متخصص في حقوق الإنسان، يرى أن كلاً من البيت الأبيض ومكتب المحاسبة العام استخدم القضية كأداة لتوسيع مزاياه المؤسسية، والنتيجة أن إدارة بوش كسبت المعركة وأكدت مزاياها المؤسسيية، وذلك على حساب الكونجرس الجهة المسؤولة عن مراقبة هكذا موضوعات·
شؤون عربية: القومية
في ملف تضمنه العدد الأخير من دورية ''شؤون عربية''، تحت عنوان بصيغة التساؤل: ''هل سقطت العروبة من حساب السياسات العربية؟''، يناقش الدكتور محمد جابر الانصاري ''موقع العروبة في الخريطة السياسية العربية''، فيتساءل: ما الأسس الموضوعية للعروبة إذا شاءت أن تعود إلى واقع السياسة؟ يؤكد الكاتب أن القومية لم تنقرض إلا في أوهامنا؛ فها هي خريطة العالم، من اليابان والصين في الشرق، مرورا بروسيا، وصولا إلى أقاصي الأميركتين··· توضح أن الحدود السياسية لعالم اليوم مازالت حدودا قومية· ويستعرض الكاتب ما تمتلكه القومية، في نطاقها، من مقومات القدرة على التموضع، فيعود إلى اللغة كأساس للقومية وثقافتها ووجدان أهلها· فعلى أساس انتشار اللغة ''يتجدد الوجود البشري لأمة من الأمم''· وانطلاقا من ذلك التأسيس اللغوي يرفض الكاتب فرضية ''نهاية العروبة''، مؤكدا أنه على هذه الأخيرة قبول التعددية بداخلها وبين وطنياتها في البلاد العربية المتعددة، حتى تستطيع رعاية التعددية في جوارها وبين القوميات الأخرى التي تتعايش معها في الأرض والمصير· ويعتقد الأنصاري أن الكتلة العربية الإسلامية، يمكنها أن تظل وفية لذاتها ولكيانها وأن تتعامل في الوقت ذاته مع كل المشروعات والتصورات المطروحة إقليميا ودوليا·
وفي دراسة أخرى يتساءل الكاتب حسين أحمد أمين: ''هل سقطت العروبة كقومية أم كهوية؟''، ويقيم فكرة القومية العربية على ضوء اعتبارات أولها كونها تمثل حاجة نفسية (فردية واجتماعية)، وثانيها أنها مثلت تاريخيا ردة فعل على استمرار السيطرة العثمانية، وثالثها كونها تحولت فيما بعد إلى حركة احتجاج ضد الترتيبات الإقليمية المصطنعة التي فرضها الاستعمار الأوروبي· ويخلص الكاتب إلى أن القومية العربية -كمشروع سياسي- هي عرضة للهزيمة والسقوط كما هو حالها اليوم، فغالبية الأنظمة العربية الحاكمة باتت الآن تحت رحمة الإدارة الأميركية ورهن إشارتها، ونتيجة ذلك أصبح الشبح الأميركي جاثما وقائما بشكل دائم حتى في العلاقات ال